ابداعاتخواطر

حياتك في قبضة أفكارك

روان خباز الحلبي

“دِمشقيةَ “

 

عزيزي القارئ هذه الفقرات القادمة تحتوي على جرعة كبيرة من الأفكار، فأحضر قهوتك الساخنة كما تحب، أو مشروبك المفضل وهيا بنا لنخوض تلك المعركة معًا.

 

 

جميعنا وقعنا في تلك الحلقة التي لا نهاية لها، الحلقة الجحيمية، هي كالآتي: أن تفكر في الخوف مثلًا، فتخاف لأنك تفكر في الخوف، وتنعكس على حياتك سلبًا.

 

أعتقد الفكرة مازالت مُعقدة، عزيزي القارئ، المشاعر هي عبارة عن أفكار عند تصديقها والإيمان بها تُرسل إلى العقل، بعد ذلك العقل يأمر بتنفيذ تلك المشاعر ونشرها في جسدك هي ومفعولها الذي يكون بالسلبية أو الإيجابية، القرار في يدك في تلك الأشياء، إما تنشر الأشياء السلبية وتعكر صفو حياتك، أو نشر الإيجابية وانتشار الحب والسعادة في جسدك.

 

سأحكى لك قصة أحد الأشخاص من دون ذكر أسماء للخصوصية، كان هنالك شخص حياته مليئة بالتشائم، مليئة بالأفكار السلبية، لا يفعل شيء سوى بخ سم الأفكار في ذلك الجسد، ويدع الأمر للحلقة الجحيمية بتولي باقي المهمة، التي نهايته إما الجنون أو الإنتحار، فكثرة الهلاوس والأفكار المشتتة والقاتلة للجسد والعقل، مؤكد تأثيرها سلبي جدًا.

 

ذات ليلة سمع أشياء عن حالته من محض الصدفة، من أشخاص موثوقين، سمع عن فكرة الإمتنان، الشكر، التقرب إلى الرب أكثر وطلب الحاجة منه، هي مجرد فكرة بدأت تسري في خلايا عقله، تلك الفكرة تسربت إلى عقله الاواعي، وبدأ تنفيذها شيئا فشيئاً.

 

وهي كالآتي: عند ذهابك للفراش اشكر ربك على النعم التي في حياتك، وأراهنك عزيزي القارئ لو ظللت تشكر الله سنين لن تستطيع إيفاءه الشكر على تلك النعم، السواد عمى أعيننا، أصبحنا لا نُبصر سوى النواقص في حياتنا، ولا ندرك كم النعم التي نملكها، من أهل وصحبة، مسكن وملبس ومشرب، نعمة الصحة والعافية، والعديد من الأشياء التي لو فكرت بها أقسم أنك لن تُحصيها، فكر في ذلك الآن عزيزي القارئ كم نعمة تمتلك في حياتك ؟ 

 

 

شكر النعم مهم جدًا في حياتنا، فهو يبصرنا على النعم، ويغض صبرنا عن النقم، غير ذلك يدفع عقلك إلى التفكير

في الأشياء الإيجابية فقط، والبعد عن الأفكار السلبية، عندما نفكر يإيجابية تنتشر مادة في جسدنا تجعلنا نشعر في السعادة والطاقة الرائعة التي وهبنا الله إياها.

 

 

التقرب إلى الله شيء مهم جدًا فكل أحلامنا وأملنا في يد الله، إن أعطى خيرًا وإن منع خيرًا أيضًا، لا ضرر في يد الله أبدًا، ف رب الخير لا يأتي إلى بالخير ياصديقي.

 

المهم ذلك الشخص بدأ ممارسة الإمتنان والشكر إلى رب العباد عند النوم وعند الإستيقاظ، ولا ضرر مؤكد من فعل ذلك الأمر في ساعات اليوم، جعله ذلك شخصًا مختلفاً لا تستهين أيها القارئ بذلك، جرب بنفسك وسترى العجائب، “لئن شكرتم لأزيدنكم “

ستتحول أفكارك معظم الأوقات إلى الإيجابية، وعند مرور أي فكرة سلبية أو مضر ستجد نفسك تلقائياً تطرد ذلك الفكرة، ويتبرمج عقلك الباطن على الإيجابية والسعادة.

 

 

حياتنا في قبضة أفكارنا، تلك الأفكار التي تُصعدنا إلى عنان السماء، أوتُنزلنا إلى قعر جهنم، إنها قبضة قوية جدًا، الأفكار فتاكة جدًا، كم من الأوقات كُنت وحدك في تلك الغرفة المُظلمة وأفكارك السلبية تجول في رأسك، تتضخم أكثر فأكثر حتى تشعر أن رأسك ساحة حرب تدق الطبول فيها، قد يصل بك الحال إلى الصراخ كفى كفى، اذهبي عن رأسي، اتركيني و راحلي، لأريد أن أفكر كفى يا رب أرحنى كفى، وقد يصل بك الحال إلى البكاء والإنهيار في بعض الأحيان، أعتقد أن الأغلبية قر مرّ في تلك الحالة.

 

وفي بعض الأحيان قد تتخيل خيالات سعيدة لكي تنام بسرعة، وتُحيك سيناريو جميل فيه كُل شيء يُرضي قلبك ومشاعرك تفكر وتفكر حتى تغرق في نوم عميق، فتحلم بما كُنت تتخيل وتحصو سعيدًا، لديك طاقة إيجابية لا تعلم أن كل ذلك بسبب تلك الخيالات اللطيفة.

 

إنها القبضة المزدوجة فيها الخير وفيها الشر، فيها الإيجابية والسلبية، اعرف مفتاح قبضتك وأعرف كيف تحكمها، لكي لا تحكمك هي وتقلب حياتك رأسًا على عقب.

 

عزيزي القارئ جرب بعض الطرق واستمر فيها وسترى النتائج قريبًا، وادعُ لي بعد ذلك، وأيضًا اقراء اقراء الكثير من الكتب في شتى المجالات، فلا شيء أجمل من القراءة وإن صعب عليك اسمع، اسمع الكتب الصوتية، أقسم أن حياتك سوف تتغير، ولكن كُن مدرك ماذا تسمع، فحياتك هي عبارة عن تُربة تزرعها، وإما تطرح صالح أو طالح حسب زرعاتك أنت، فاحذر ماذا تزرع.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!