إيمان عتمان
أرىٰ أن الجميع أصبح فيلسوفًا في العلاقات، هذه تقطع الأحكام، وهذا يضع قوانينًا قاطعة كأنه الأجدر بِوضعها، وأيضًا هذا الأخ يقول ما يحلو له، وهذه الأخت تقول أنها تُدرك كل شيء وأيّ شيء.. كل ما يُعرض أمامها هي تُدركه.
هؤلاء تناسوا تمامًا أن البشر مهما بلغت معرفتهم لن يدركوا تمام المعرفة، ومهما أخذوا الحق في إصدار الأحكام هذا لا يُعطيهم أيّ حق في قطع أحكام علىٰ حياة الآخرين.
حياتي وما أعيشه بداخلها، وما يجول بِخاطري أنتَ لا تعلم عنه شيئًا، الحَي الذي ترعرعت به والأسرة التي احتوتني وقامت بإرشادي وتربيتي أنتَ لا تعرفها ولم تتحدث معهم يومًا، لذلك أنتَ غير مؤهل للحكم عليّ، غير مؤهل لتُقيم الحَد فوق قلبي وتنعته أنه فاسد، بالعكس تمامًا أنتَ مَنْ فسدوا.
كل نظرة شكٍ منكَ تُصبني بالأرقِ لأيامٍ، وكل كلمة سيئة تُلقيها وسط مزاحك الفارغ تُحفَر داخل قلبي وتبقى ندوبًا عسيرة الشفاء.
أنتَ لا تعلم ما أعيشه.. ناهيك عن معرفتك ما أمر بهِ، أنتَ لا تعلم ما أعيشه بيني وبين نفسي مُطلقًا؛ فلا يحق لك أن تُصدر أصغر حكم في حقي، أنتَ لا تملك هذا الحق وأنا لا أهتم لما تقوله، حياتك حياتك، وحياتي حياتي لا شأن لكَ بها.
