إسماعيل السيد
ها أنت مره أخرى
في مكانِ نائي من العدم
تُقدم الشاي الساخن كعادتك للوافدون الى الضفة من ضفةِ اخرى ملطخة بالشكوك
و بالموتى السائرون حفاة
على جمر احزانهم
اردت أن اخبرك أن العالم هنا كما تركته في اخر ضحكاتك الساخرة
وبلغتك المتعثرة
كمسن خبر جريمة الحياة
وانتظر تسوس العصا
الشاي الساخن في اجسادنا المحترقة بالخسارات اليومية
يغلي
كما يغلي دمنا الذي يشتاقك
اكتبك انا المُقرب من حزنك
و نخبك ارفعه بدغينة معتادة لدي
ضغينة اتجاه كل من صعد مركبه الخشبي وابحر نحو المجهول باشرعة من الضباب
كل من افلت الفواتير اليومية التي تكلفنا بها الارض
وانسانها المكدس بالديدان
كل من لم يعد مُجبر على مطارحة الحب
في المسرح الذي يضج بالرقص لقردة ترتدي ثياب تنكرية وتحلق وبرها وتكتب عن الحب
دغينة اتجاهك
لا يشوبها حقد
يشوبها حب
ومشهدي الذي يتأجل لدواعي سرية تخص الله
مشهدي
وانا اطفو اخيراً
من هذا القاع المقلوب نحو الاعلى
القاع الذي نكون فيه عرضة لاسماك حديدية يديرها جنرالات
واسماك اخرى اكثر كشطاً للحم
تخرج ككلمات احياناً
وكضربات نُسميها وداع
تأمل سكونك صديقي
ازرعه بالاقفال
واحرص أن لا تمتلك نافذة
فالنافذة دعوة سرية للحنين
وايداع بريد لا يؤنب ضدك سوى شهوة انتظار الاخر
لا اُرثيك
بل اخبرك
أن البحر نفسه تمنى لو امتلك القدرة على الغرق
في عالم قاعه للاعلى
وأكثر كتماً للموت
والحزن
والجروح المُعلبة.