ندى أحمد
هناك أوطان تُعاني من كل شيء، تُعاني من الفِكر، و من الحُرية، و أيضًا الأحلام التي كانت بداخلهم منذ طفولتهم، إلي أن أصبحت تنمو تدريجيًا مثل الزرع حينما يُسقى كل يوم بالماء، فيزدهر وكأنه يقول لِصاحبه أنا أنمو مثلك ألم تراني؟
هكذا هُم يحلمون بأشياء ربما تكون بسيطة، مثل أن ينعموا بالسلام، و الدفء، وتحقيق ما يجول بخاطرهم كل ليلة، ولكن ماذا إذا كان مصيرهم الموت قبل الحياة؟
أشعر و بأني مُكبّلة الأيدي أرى الظَالم ينتزع حق المظلُوم، ويأخذ كل ما لَديه بيته، وأقاربه، وحتى أحلامه، حتى أنه يريد أن يأخذه حيًا، ويُلقيه في النار و كأن وجود ذلك البشري يُعذبه، وبالرغم من ذلك، أرى بعضًا منهم مُفعمين بالطاقة والحب، حتى ولو صرخت قلوبهم بكل ما تحملته من ألم.
إلي أي مدى سنظل صامتين هكذا؟ نرى و يصل إلي مسامعنا أن بلدًا عربيًا تحطمت معها كل شيء، مبانيها ومساجدها و أطفالها، لم يبق بها إلا نورًا يتسلل في الصباح؛ ليعلن عن بداية يوم جديد، ولكن السؤال هُنا هل حقًا هذا يومًا جديدًا أم تكمله ل أوجاع كالذي حدثت بالأمس؟
ذلك الشعور بالغضب يزداد مع الوقت و أن الطفل الذي تم تدميره وهو صغيرًا، مُتذكرًا من سَلب حريته، وسيأتي يومًا ويأخذ أحلامه الصغرى التي بقيت ويعيش مثلما تمنى، وإلي من كانوا معه ولكنهم رحلوا إلي السماء عنوة عنهم، فهنيئًا لهم بالراحة الأبدية فهو الآن لم يجد راحة بدونهم، ولكن مهلًا فالثَأَر لن يُنسى.