ابداعات

لا ألوم عليْه

 

ولما رأيتُ الحزن يهتكُ أطرافي 

بحثتُ عنكِ حول أطرافي

فما وجدتُ غير بؤسٍ قد طرأ فيّ

أنتِ لا تذكريني ولا تتذكريني

ربما لأنني في جمالك منفيّ؟

 

تختلط عليّ بعض الأمور

كأن أحوم حولك تارة كالعصفور

وأخرى أسكن ليلي بين القبور

أيا ليلى، أتسابقين القدر إلى حتفي؟

أم أنكِ تفضلين نظرية الجهد المهدور

تلك التي وضعناها بين نسيم الزهور 

والتي تنسين دومًا فيها

أنني لا أكترث لمصير جهدي

لطالما كان إليك

 

خمسمائة قصيدة أناديك فيها باسم العشق 

وتردفين: معاذ الله، هذا فسق

قلت مأجورة

حسنٌ ما اخترتُ من الدنيا

ولك مثلها في الجنة من الحور

ومن يومنا إلى ذلك اليوم

فإنني أكتفي بنظرة تفجر ينابيع السرور 

 

وبعد كل ذلك وقبل كل هذا

فإن حالي يتلخص في كسرة زجاجة

لست في بيئة تحتضنني وأحتضنها

ولا محل إقامتي يُسعدني

ولست أتصف إلا بالفظاظة

فأنا مجرد كسرة زجاجة

تخدش حياء امرأة إن ولجت بها

تحافظ على وقارها طيلة عمرها 

حتى آتي بين ثانية والأخرى

أفضحها بنحيبها

وإن لأطرافي لحديّة 

تجعلني لا أطيق نفسي

فأتمزق رويدًا رويدًا 

 

قبل معرفتك كنت أترنح بين القبور

وبعد فراقك

أصبح العالم يترنح فوق قبري

قبل عيناك كنتُ أعيش بين خبايا النور والظلام 

وبعد غمضة عين منك

نزعت عيوني من أصولها

فما تبقى منك في ذاكرتي إلّا

بعض من الكِلام في قلبٍ كالكُلام

 

تهشمت كسرة الزجاج

ونثرتُ على جراحي الملح الأجاج

ولازلتُ أنتظر موعد موتنا

أهديتك قلبي حتى نسعد

فأصبحت الأتعس وعن وجهك الأغرب

وأصبحتما تعيشان في ظلال نبضي

أيروق له ذلك المغرور

أن ينبض قلبك بنبض رجل آخر؟

لا ألوم عليه

بالتأكيد تاه في نظرة عين

وابتسامة شفتين

وقبلة امتد أثرها بين المشرقين والمغربين

فلا ألوم عليه 

وياليتني كنت الذي امتص جمالك

وأبدله في أوردة الدم بين يديه!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!