ابداعات

بُرهة زمن

 

 

روان خباز الحلبي 

دِمَشقية 

 

بين ليلة وضحاها ماذا قد يحدث؟ 

قد يولد شخص ويموت آخر، قد يفرح شخص ويحزن آخر، قد يتم إنقاذ شخص ويخفق شخص آخر، بين ليلة وضحاها قد يتغير العالم والمشاعر، بين بُرهة وآخر قد يحدث أشياء عديدة، فقد تكون في الصباح طائر حر ترفرف بين طيات السماء تتراقص مع الرياح، وفي الليل يخذلك جناحك وتقع لقعر الأرض تتخبط بين طيقاتها السبعة، تحاول أن تدرك ماحدث معك، فكيف ذلك؟ في صباح كُنت أملك السعادة بين يديي والآن الحزن هو من يُملكني.

 

 

تُرى من الذي يملك الثاني، هل الحزن هو الذي يملكني؟

أم أنا أملك الحزن لأ أعلم أيهما الصحيح؟

كُل الذي أعلمه الآن أن جبال من الأحزان تقبع على كاهلي فلت أملك طاقة لأحملها ولا أملك مصباح سحري لأفتتها، 

مالذي سوف يحدث بعد الآن هل ستعود الحياة حرة وردية، أم سأدخل من جديد في الدوامة الرمادية، دوامة لا متناهية من كُل شيء تبقى عالق في المنتصف، لست بالأبيض ولا الأسود، لست في السعادة ولا الحزن، مابين المنتصف مُعلق، 

هل ستُحلق من جديد أم أن قيودك الوهمية سنتظرك لتسجنك في سجنك الوحيد، السجن الذي يسكنه أنت فقط.

 

 

لا لا لست وحدك فيه لقد نسيت هُناك من يؤنس وحدتك بعض من الأفكار الملغومة، والكثير من الأحزان المنثورة في الأرجاء، يضاغي عليها بعض الأمنيات المعلقة، والكثير الكثير من ياليت، ومتى وكيف ولماذا، كلمات لو ذكرتها لن انتهي من 

تعدادها في كثيرة وقانطة في نفوس الجميع، ترى صدقًا 

متى سيحدث ما يُزهر قلوبنا وينبت في صدورنا بذور الحب.

 

 

وهل الحب حقيقة أم وهم؟ لست أعلم ذلك فوضعوني في الرمادية من كثرة أفكارهم الواهية، فالشعب انقسم لأقسام 

منهم من أخذ الحب على محمد اللطف والحنية،

وآخرون أخذوه على محمل الكره وإنقطاع الود والكراهية،

ومنهم من يتخبط من جراح لا يعلم ماسبيها ومن أين هي أتيه؟ لا أعلم حقًا من منهم على حق، وهل الحب حقيقة أم محض من الخيال، ولا زالت الرمادية الوسطية صديقتي 

إلى حد الأن لم ينجح اي الطرفين لضمي إلى صفهم فلا الأسود فشل والأبيض كذلك.

 

 

ولكن هل لي بسؤال كيف تكون ليلة الإنسان قبل موته؟ 

كيف يشعر؟ هل يُدرك ذلك أن أنه يباغته فجأة 

هل يرا طيف قابض الأرواح وهو يجول حوله ويقول له ودع أحبابك حان وقت ذهابك، أم لا يُمهله تلك اللحظات السعادة النهائية يقبض روحه على عجالة من أمره ليكمل دربه في طريق حصد الأرواح، ويبقى السؤال هل ندرك الموت اولا أو الموت يُدركنا.

Related Articles

Check Also
Close
Back to top button
error: Content is protected !!