بقلم: شيماء_حسانين “رحيل”
لقد مرت الأيام بيننا يا نبض ولم أستطع أن أعود إليك، ولكنني الآن خائفًا مرتعدًا أخشى أن لا أراكَ بعد اليوم، أن لا أعود لأكتب إليكَ، يمكنني أن أفقد كل شيء إلا أنتَ، أنتَ فقط من يستطيع شفاء جروحي، ومداوة آلامي، كيف يمكن التخلي عنك؟
أريدُ أن أسرد لكَ الكثير من الحكايات التي تؤرق مضجعي، وتُرهق روحي، أتعلم ما أصعب ما يَمر بي الآن؟
أتعلم كم هو مؤلم أنكَ تكون بعيدًا عن عالمك؟
أنتَ عالمي الذي طالما وددتُ أن أحيا بداخله، ولكنني محمل بالكثير، ويرهقني أني مليء بما لا أستطيع الأعتراف به، يُرهقني العالم والبشر، يُرهفني كل ما هو حزين، أ تدرك أنكَ هناك بين من تُحب وأنا هنا وحيدًا أبحث عنك؟
أ ترى ذلك الوحع الذي يتجدد يومًا بعد يوم؟
أشعر في كثير من الأحيان أني مثيرة للشفقة، ولكنني لا أريد أن أصبح هكذا، أصبحتُ كالجسد البالي، كالروح الهشة التي تتحطم وتتناثر ككقطع الزجاج.
يُزعجني كثيرًا هذا ويجعلني أفقد سيطرتي دائمًا، لا أريدُ أن أكون هذا الشخص، لا أريد أن تتشوه ملامح وجهي، واستيقظ يومًا لأرى أنني تغيرت، وأن هذه لم تعد أنا، ليست هذه ملامحي، وليس هذا جسدي وشكلي المعتاد، أن أجد الجروح قد مزقت وجهي، وتغيرت ملامحه للأبد، الآلام تتكاثر كل يوم بداخلي، لا أعلم أين أذهب بي؟
أي الدروب يجب عليّ أن أختار؟
أخبرني هل أنتَ لا زلت تقرأ لي؟
هل لا زلت تنتظرني كما أفعل أنا؟!
هل لا زالت أحلامك ترتبط بي؟
لا أعلم ولكن قلبي يُخبرني أنكَ لم تعد كما عاهدتك، لا تتغير كالفصول يا نبض، بل ظل ذلك الربيع الذي أرتمي بين أحضانه بعد شتاءٍ قارص، وصيفٍ حار، وخريف متساقط الأوراق، ظل ربيعي الذي أُزهر بداخله، أرجو أن نلتقي عن قريب، وأن تتعانق أرواحنا إلى أن يحين اللقاء، فلترافق روحي.
وترأف بحالي، وتتغاضي عن ضعفي، أنا حين أسردُ إليكَ، وأكتب جميع ما يجوب بداخلي، حينها فقط أصبحُ بخير.
أنا الآن بخير، أنتظر بتلهف وشوق رؤيتك، كن بخير، كن بخير أيها النبض داخل فؤادي، كن بخير إلى أن نلتقي.