*ندى أحمد*
تتساقط فوق رأسي أوراق الحنين وأرى الماضي يمُر أمام ناظري دون أن أشعر.
ماذا؟؟ وكيف!؟
وأنا منذ يومين كنت فقط طفل صغير لا يفقه شيء عن الحياة.
أمي كانت تقول لي دائمًا ” النِسر حين يقع يأكل من لحمه من ليس في قلبه رحمة، لذا كن شامخًا ولا تُعطي الفرصة لأحد أن يصل إليك”.
تلك العبارة أخذت تتردد علي مَسامعي منذ الصغر، أمي لا تكذب أبدًا فهناك بشر بلا قلوب وإن صح القول فهم مجرد حيوانات متحركة تسعى إلى الوصول لِـ مصالحها الشخصية بلا هوادة دون النظر ومراعاة مشاعر الغير.
الآن كبرت أنا و صديقي لطالما كان رمزًا لقوتي بالرغم إنه من الطيور الجارحة لكنه لا يؤذيك إلا إذا تعرض لشيء من ذلك.
وقتها كنت أستعجب كيف أمي تشبهني بطائر مثله إلى أن عرفت السبب .
بأن القوة أيضًا تكمن في عِلم الناس أنك رُبما تكون جارح، صلب، لستُ هَش ولكن ليس لجرحهم حقًا بسلاحك.
تسيرُ بسلام في طريقك أنت و قلبك اللين، واضعًا في ذهنك أن لا تكون مثل القاسية قلوبهم، وتؤذي الآخرين بغرض الحصول على ما تريد فقط.