✍️ يوحنا عزمي
الأسم الرسمي : “قوائم إدراج الكيانات الإرهابية والإرهابيين المحلية” .. تأسست عام 2015 اعمالاً بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1373 الصادر عام 2001 في أعقاب بدء الحرب العالمية الأمريكية على الإرهاب.
الجهة المسؤولة : لك ان تتخيل ، ليست وزارة الداخلية او مثلاً وزارة الدفاع او حتى جهاز المخابرات العامة المصرية ، ولكن “وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب” التابعة لــ “البنك المركزي المصري”..
تأسست هذه الوحدة عام 2007.. وتقوم النيابة العامة المصرية بتسمية الكيانات والافراد الذي يتم وضعهم على هذه القوائم.
كما يحق للنيابة العامة والقضاء حذف تلك الأسماء ، قرار الحذف او الإضافة يجب ان يرفق بما يثبت ذلك ليتم رفعه إلى البنك المركزي المصري.
ما هي العقوبات التي يتعرض لها المدرج على هذه القائمة:
كل من يتم إدراجه على قوائم الكيانات الإرهابية يتعرض لتجميد الأموال وحظر التصرف في الممتلكات الخاصة ، والمنع من السفر وترقب الوصول ، وحظر النشاط والتجميد بالنسبة للكيانات الاعتبارية وحظر التمويل داخليا وخارجيا.
كما يخضع الشخص المدرج على قوائم الكيانات الإرهابية لسحب جواز سفره أو إلغائه أو يُمنع من تجديده ، سواء كان مقيما بالداخل أو الخارج ، كما يفقد صفة “حسن السيرة والسلوك” اللازمة لتولي المناصب العامة والنيابية.
أسباب تأسيس هذه القائمة عام 2015 : النظر في قضية تعرف باسم ” تمويل جماعة الاخوان ” .. ونظراً لضخامة القضية فأن الحكومة المصرية كانت بحاجة إلى قانون جديد من أجل تجميد الأموال ، ووضع أسماء بعينها على قوائم ترقب الوصول ، وإبلاغ الانتربول ببعض الأسماء التي يجب ان تسلمها الدول الموقعة على اتفاقيات الانتربول.
كما كان هنالك غرض سياسي اخر ، يتمثل في ان هذه القائمة هي المطلوب من الدول التي تحاول التفاوض مع مصر لتحسين العلاقات ، تركيا وقطر ، من أجل ان يتم تسليمهم او طردهم او اسكاتهم او قطع الإتصال بهم حال وجود بعضاً منهم داخل الجمهورية المصرية.
أسباب رفع بعض الأسماء من القائمة في نوفمبر 2024 : تقوم الجهات المختصة بشكل دوري بتحديث القائمة ، وإرسال هذا التحديث بالديباجات القانونية اللازمة إلى وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب” التابعة لــ “البنك المركزي المصري”.
ومن أسباب التحديث بـ الحذف ، الوفاة .. انتهاء التحقيقات ، صدور أحكام على المنشأة او الفرد المدرج بالقائمة وبالتالي أصبح القضاء وأحكامه هو المنظم لهذا الملف .. انتهاء فترة الحكم على الأفراد وهو السبب الرئيسي لحذف أغلب الأسماء الشابة في القائمة ، حيث أنهوا الأحكام الخاصة بهم وبحسب الدستور والقانون في مصر أصبح يحق لهم إستلام أصولهم المجمدة وبدء صفحة جديدة طالما وجد “قطاع الأمن الوطني” أنه لا مشكلة أمنية في ذلك.
سياسياً .. تنفيذ قطر وتركيا ما هو مطلوب في إطار تحسن العلاقات الذى جري مع قطر عام 2021 ومع تركيا عام 2022 وهو تحسن كان واضحاً في التنسيق الهائل بين القاهرة والدوحة وانقرة منذ إندلاع عمليات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
هل ما جري يعد مصالحة او عفو ؟
العفو الرئاسي ينظمه الدستور بقرار رئاسي واضح ، يستلزم ان يتم إسقاط الأحكام القضائية على المعفو عنه والإفراج عنه ، وهو أمر لم يحدث.
والإرهابي المدان لا يدان بشكل نهائي إلا بأحكام القضاء ، وليس قوائم الإرهاب الخاصة بوحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ، والتي تمهد الطريق للتحقيق معه وتجميد أمواله والحد من حركته خارج البلاد إلى حين إنتهاء التحقيق وتنفيذ الأحكام متى صدرت.
وبالتالي .. الحذف من “قوائم إدراج الكيانات الإرهابية والارهابيين المحلية” لا يعني إلغاء الأحكام القضائية الصادرة ، ولا يتعارض معها وقطعاً لا يقوم بإلغائها، والأصل هو تلك الأحكام وليست تلك القائمة.
هل الحذف من القائمة يعني سقوط الإتهامات عن الأفراد حال التحقيق معهم او وضعهم على قوائم الترقب والوصول ؟
الإجابة لا .. القائمة تختص بالتمويل وليس العمل الإرهابي بوجه عام والمشاركة فيه بالتحريض او الفعل ، ولكن القائمة تختص بشكل رئيسي بالتمويل.
كلمة أخيرة .. الموضوع لا هو عفو .. ولا مصالحة .. ولا الأسماء اللى هاربة برا مصر يحق لها العودة .. ولا وجدي غنيم راجع .. ولا رفعه من قوائم تمويل الإرهاب معناه أنه مش مصنف إرهابي أمام القانون المصري .. ورفع أسماء ناس هاربة وعليها أحكام او قضايا مش معناه أنها تقدر ترجع من غير ما يتحقق معاها او يتم تنفيذ الأحكام اللى عليها.
انت مع ولا ضد الموضوع ؟ : انا مع وضع اى موضوع في إطاره الصحيح وفق المعطيات وبعدين نتناقش .. ودا مش بيحصل في 99.99 % من المناقشات الجارية بين المصريين بكل اسف ، والمناخ العام للنقاش بقا عصبي ومتعصب وغير عقلاني ومتحفز وسوء ظن ولازم نشتم مع اللى بيشتموا وإلا نبقا مستفيدين وموافقين وراضيين ومطبلاتية .. الخ.
ناس عايزة تسمع اللى هي عايزة تسمعه وبتقوله بس عشان تطلع صح قدام نفسها وقدام اولتراسات وسائل التواصل الإجتماعي.
متى نفهم ان الوطن مش ماتش كورة ؟