✍️بقلم / انتصار عمار
وحييت بأمل اللقاء، وخُط بعين الزمان ألا تلاقيَّ، وبت أنتظرك ليل نهار حتى تهبني عيناك الحياة.
ما أحببت أحدًا سواك، وما نبض قلبي لأحد إلاك، فكل حرف من أحرف اسمك منقوش بين جنبات فؤادي.
أشعلت نيران الهوى بقلبي، ثم غادرت، لم هجرت؟ ألم يعز عليك جُرحي؟
لم للألام والعذابات قلبي تركت؟
لم أرسيت سفينتك وشاطئي؟
ووضعت رحالك بقلبي؟ ثم جعلتني أرحل في عين السماء وأسكن فضاء البشر؟
أو تعلم ؟
أني لو حييت ألف مرةٍ، سأحيا وأنت بداخلي، ويظل طيفك يُلازمني في منامي، وفي يقظتي.
ولو مر بعيني ألف رجل لن ترى عيني سواك، ولن يعشق قلبي غيرك، فأنت وحدك دونما البشر كلهم من تمنيت.
ما تمنيت حياةً إلا معك، ولا عمرًا إلا بك، ولا نمت فروعي إلا في ربوعك
مازال القلب يتألم في بعدك وتئن نبضاته وجعًا لهجرك.
يا من كنت تُكمل أحرف كلماتي، وتقرأ خارطة تفكيري،
كل أحرفي لا معنى لها دونك، كلها عجزت عن تكوين جملة مفيدة.
تفتقر لغتي إليك، ويشتاقك حديثي، وتناديك رسائلي،
وتأبى شمسي أن تأتيني في بُعدك، ويبيت قمري وحيدًا حزينًا بعدما غاب عني هواك.
يا شاعرًا ماتنفست الشعر إلا في دواوينه، ولا تكحلت عيني إلا بنظم قصيده.
يا من رأيته يُكملني، كيف لي أن أحيا دونك؟ وكيف أحيا لغيرك وقلبي معك؟
كيف يعد ميت حيًا بعدما نُزعت منه روحه؟
يا ليتك أمت جسدًا، وتركت قلبي دون جرح هواك.
حتى الأمانيّ نازعتني فيك، وألقت بي بعيدًا في فضاء المستحيل.
يا ساكنًا قلبي؛ عز اللقاء بيننا وأدركت ألا تلاقيَّ، وحتى الآن لا أعلم حكمة الأقدار في تلاقي دون تلاقيَّ، وفي عذاب سُطر على جبين قلبي بعد ما هوى؟
يا من أحييت نبض فؤادي بك، وعدت لتُميته ثانيةً، هل سأُحرم لقياك بالآخرة؟
ماطمعت بالجنة إلا لأراك بها، فهل يعز اللقاء بالآخرة كما عز التلاقي بالدنيا الفانية؟
ياربيعًا عشقت هدوءه، أشتاق اليوم حتى لعواصفه.
ألا تشتاق حديثي؟
ألم يعز عليك ما أصاب قلبي؟
أولم يعاتبك فيَّ القمر؟
وتتصدع الأرض من تحت قدميك بحثًا عن زهرات رسائلي؟
أو لم تنهار أعمدة قصائدك في بعدي، وتنهال كلمات أبياتك مغشيًا عليها ألمًا لهجري؟
يا رجلًا ما نمت أحاسيسي إلا معه، وما أينع قلبي وذاق لذة الهوى إلا في محيط بستانه.
الآن يا معذبي، دعني أخبرك أن القلب قد مات، ودُفن في أرض دواوينك.
فوداعًا يامن عشقت، ولعل دموعي هذه تُحفر على جدران الزمان لتُخلد ذكرى للعاشقين.