بقلم – جلال الدين محمد:-
إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمير المؤمنين الذي جعله الله نبراسًا نميز بيه الخبيث من الطيب، وفاروقًا بين الحق والباطل، وبابًا يحجز وراءه الفتن ويحمي الأمة من كل مفسدة.
صدق وعد حبيبك المصطفى وبلغ هذا الأمر مشارق الأرض ومغاربها، وها نحن اليوم بعد أكثر من 1400 سنة، قد جاوز عددنا المليار موحد بالواحد الديان. ولكنه عليه الصلاة والسلام له نبوءة أخرى تصف وضعًا غاية في الأسى وقد تحققت هي الأخرى.
نحن اليوم كغثاء السيل، تداعت علينا الأمم كما تأتي الأكلة على قصعتها. بيننا خلافات ومسافات وغيرنا بيده تقرير المصير، ونحن في فاجعة مستمرة منذ أكثر من عام، ولا نعلم لها كاشفة من دون الله، ولكني اراسلك اليوم اخذًا بالأسباب.
في كنف بيت المقدس توجد مدينة أسميناها غزة، على الحدود مع أرض مصر الكنانة. حاصرها اليهود خونة العهود طويلًا، إلا أن انتفضت وثارت على العدوان، وأخذت بكل الأسباب حماية لمسرى النبي العدناني فحققت انتصارًا عظيمًا وأسرت من الأعداء ما يمنحها الأمل في تحرير آلاف من المسلمين المعذبين في سجون هذا العدو الخبيث.
ولكن القيامة وكأنها قامت في غزة بعدها، انتقم هذا العدو الشيطاني من أهلها أشد الانتقام، فارتكب من المذابح ما يشيب له شعر الصغير، وحاصرهم حصارًا أشد فمات الصغار من الجوع، وعجز ذويهم عن إيجاد لقيمات يقمن أصلابهم.
زادت الفاجعة بعد أن حل الشتاء، فأمة المليار المليئة بوسائل التدفئة ما لم تكن موجودة في عصركم، مات فيها من ابنائها في غزة من شدة البرد، وهم صامتون عاجزون يكتفون بالمشاهدة، ومنهم ويا للعار من وضع يده في أيدي عدوه.
فأسألك بالله يا أمير المؤمنين لو يأتي من صحابه رسول الله من يحبون الموت كما يحب هؤلاء الأعداء الحياة، فيُدرك غزة التي يذبح ابنائها في كل ساعة، والله إن اللحظة فيها الآن تمر دهرًا على المحاصرين فيها، وتؤدب لنا المتخاذلين من أبناء هذه الأمة لتعود سيدة كما كانت يومًا ما وكما وعد الله أن تعود.