ابداعات

طيبة نبي الأمة

طارق صلاح مُلهم

 

هل شعرت يوماً بأن الدروب ستكون خضراء في كل خطوة؟

أن الخير يتدفق من كل زاويةٍ من زوايا حياتك؟

أن تغمرك السعادة بمجرد أن تبدأ؟

أن تشعر بأن قلبك بدأ ينبض عشقاً وبدأ يرتوي حتى قبل أن يلقى ما يحب ومن يحب؟

أن يشعر بالحنان والاحتضان بين جنبات الطريق.

 

 

تسبح في آي القرآن، يطير قلبك بين المآذن، ويهبط خشية الرحمن،

سبحان الخالق الرازق!

سبحان من رزق هذا المكان أماناً وروعةً لا توصف.

أذوب في طرقاتها 

أسير بين جنباتها

يطير قلبي بين مآذنها

أشعر بانتمائي اللانهائي

حين قول الإمام: استوو

تشعر بالاطمئنان حال نزول السكينة على قلبك

تشعر باحتضانها لك بكل حب

لأنها “طيبة”

تطيب بذكرها القلوب، وتطرب لاسمها الآذان، وتسحر بجمالها العيون، ويحي ثم ويحي من هذا الجمال، لو حُقّ للجمال النطق لقال الجمال بذكر طيبة محرمٌ، هي كل الجمال، لا شيء يعلوا فوق طيبة.

 

 

أتوق لرؤيتها، أحن لرقتها، وكأن القلوب اشتقت من قلبها، بمرور كل لحظةٍ يزيد شوقي، جن جنوني من فرط محبتي، خُلقَت لتكون منبعاً للجمال وسيدةً للمدن، للروح سعادةٌ وراحةٌ وللطمأنينة سكن، طغى على طابعها الهدوء والأمان، مدينة خير الرسل، نبي المحبة المرسل، من تُفتتح به الجنان، قربها جنةٌ، مدينة نبي الرحمة نبي الأمة.

 

 

الله أكبر حال الوصول، إنها ساعة دخول جنة الأرض، الله أكبر تهزُّ أوتار القلب وتزلزلُ أركان الروح، الله أكبر… اخشع يا قلب وكبّر، أنت في بيته الشريف الذي زادهُ شرفاً بسكنى الحبيب، شربت من زمزم حتى ارتوى قلبي، وذكرت المصطفى حتى أنار صدري، وبتت حائراً أأنا في جنتي أم هي أرضي ومسقط رأسي، أحببتها كأمي، أناجيها كصديقي، أحن إليها كابنتي، أستند عليها كأخي، وأجلها كأبي، وفوق كل هذا أعشقها لسكنى شفيعي رسول ربي.

 

 

حالما تشرع في صلاتك، تدخل في منطقتك المحرمة، منطقتك الخاصة، التي تمتلئ بالراحة اللامتناهية، ويبدأ حديثك مع الخالق الرحيم، ومع كل حمد أو ثناء يؤجِرك، ومع كل استعاذةٍ ينجدك، ومع كل دعوةٍ يجيبك، وفي كل طريقٍ يقيمك، يستقيم قلبك حين النداء، فما بالك بالأداء؟ 

يغسل قلبك من دنس الدنيا، وينظف سمعك من تراهات الحياة، وتبصر عينك النور الذي بدد ظلام المعاصي، وتهذب نفسك وتقلم من التصورات الخاطئة.

 

 

 

كيف ستشعر حين يكون فرضك بألفٍ فيما سواه؟

وتسلم أمرك إليه فمن سلمه أمره كفاه،

 كيف ستشعر إن كنت في أحب البقاع إلى الرحمن؟ كيف تكون حالك حين تجاور حبيبك وشفيعك المبعوث رحمةً للإنسان؟

 كيف سيفسر قلبك التنقل بين حلقات ذكر المولى وترتيل آياته؟ 

كيف سيفهم العقل آلية جماله؟

ماذا سنطلق على هذه المدينة إن كانت أبهى من أن تكون معجزةً ؟ 

أندى من أن تكون للزهرِ نضرةً؟

أسمى من أن تقارن بالسماء رفعةً؟ 

 

 

 

بربكم أكملوا فلا حديث يصفها أو يفي حقها،

عذراً ؛

قد كنت آثما حين وصفتها، فمحرمٌ على الجمال والأحرف والألسنة إن لم تكن من الجنان وصفها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!