ابداعات

شجرة ملعونة

 

منة اللّٰه سعد عتمان 

 

ها أنا ذا أشعر وكأني فقدت كل شيء، أصبحتُ كالشجرة التي من عوامل الزمن قد ذبلت، تساقطت أوراقها وأصابها الشلل من جذورها، كم هو مفجع أن يبلغ الإنسان مرحلة يفقد فيها قدرته على تصديق أي شيء، يفقد فيها قدرته على التشبث بأشياء كانت الأحب إلى قلبه.

 

كنت كالنجُوم أنتَ تُبهر عينَيَّ، تَظهر فجأةً فتُضيء سمَائي، لكن الآن السماء ُملبدة بغيوم الخذلان التي لا تغيث إلا وجعًا، اختفى أثرك المبهر من قلبي بلا رجعة.

 

 لقد أعطيتك كل شيء، حبي، ثقتي، واهتمامي، ويعلم اللّٰه أني تغاضيت عن أشياء ما كانت لتُغتفر، وتمسكت بحبال ودك المتهالكة حتى خارت قواي، قدمت لك قلبي على طِباق ذهبية، ولكنك لم تكن أمينًا، جعلتني أتألم وجلست تشاهدني مبتسمًا، وكأن حزني هو انتصارك، أصبت قلبي كالفريسة بسهامٍ سامة تتغلغل ببطء في خلاياي حتى انْدِثار أثري.

 

 اجتاحني وحش التفكير الذي يجعل عقلي كأتراس تدور بلا توقف، أصبحت روحي كالأرض المتعرجة، تتأرجح بين الحاضر والماضي وكأنها أُصيبت بلعنة سَرْمدية، غربت شمس قلبي وحكمت على روحي بتسلسلها بالظلام بين بؤر العتمات الأبدية.

لقد كان الأمر بمثابة الرصاصة التي تُؤلم ولا تُميت، ولكن صداها يُدْنف القلب حتى الموت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!