بقلم : ندى يحيى
كل ليلة أسأل نفسي سؤال واحد وأنا أعانق السحاب وأتتبع تحركاته بعينين منهكتين :
هل لنا لقاء آخر مع الأحباب بين أعين السحاب ؟
كنت أنظر للسحاب في طفولتي دائمًا وأنا أظن أن كل نجمة هناك تحدق في حبيب لها على الأرض وكأنها مرسال من أحباب السماء إلى أحباب الأرض تخبرهم بإن الود باقي والحب أبدي حتى تفنى النجوم والكواكب.
عندما كبرت كنت في كل ليلة أنتظر مرسالي ، نجمة تخبرني بأن الجميع على ما يرام هناك، كانت تغزوني الوحشة بين ساعات الانتظار تلك وكأنها سنوات عجاف.
حين أقف كل يوم على الأرض وأنا أتأمل أناملي التي تقف ثابتة رغم اهتزاز كل شيء بداخلي وضيق الأرض في عيني رغم اتساع السماء فيها كل ليلة ولكن كنت أشعر وكأننا كلما فقدنا حبيب ضاقت بنا الأرض واتسعت لنا السماء لوجودهم فيها.
في كل صباح جديد أصبحت أتحمل تعثرات الأرض طمعًا في ليل آخر أتأمل فيه نجمتي التي تحمل لي مرسال جديد،حيلة تُبقيني صامدة ليوم اضافي على تلك الأرض.
جميعنا نجونا في يوم بلمعان نجمة وبمرسال جديد جميعنا حدقنا لساعات وسنوات نبحث عن حلول بين أحضان السحاب، طوق نجاة واحد يبقينا ليوم آخر صامدين رغم اهتزاز كل شيء ، نولد كل يوم مع مولد نجمة جديدة تحرسنا، وتحيط بآمالنا في النجاة كل يوم من أشواك الأرض إلى أحضان السماء.