أسماء وليد الجرايحي
لا أكاد أرى شيئًا جميلًا؛ فالمساجد هدمت فوق رؤوس مصليها، والبيوت دُمِّرت على ساكنيها… أنظر هنا وهناك فلم أسمع صوت حيٍّ سوى استغاثة محروق، أو صوت رضيع ينسحب بلهفة.
لا زلت أتنقل بين الأحياء كي أرى شيئًا مما زرعته، فأنا الذي عشقت الزراعة منذ صغري، وأنا الذي أنفقت مالي لزراعة الأشجار والورود، فكنت دائمًا مصدر البهجة والسرور…ولكن، أين السرور والورود؟!
لا أرى شيئًا سوى رماد داكن، وحجارة محطمة، وبعض الدماء المبعثرة، وآثارٍ تلاشت من الوجود… فتذكرت حينها يوم تجهيزي لزيارة تلك الآثار القيّمة، فكنت على وشك الوصول، ولكن ما حال بيننا، فهو ما زال الحال.
لا أقدر على المسير، فجلست بين مئذنتين، فإذا بي أسمع أنينًا وإذا به يسطع بقوله تعالى:”مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”.