✍️ بقلم/ انتصار عمار
الحياة برمتها مزيجٌ بين حلو، ومر، ملح وسكر، ومختلف النكهات.
تختلط سويًا في مطبخ الحياة،
وتعبر عبر أساطير الزمن، لتخلد أحلى الذكريات.
تضفي لمساتها، ومذاقها الحلو الذي يذوب وشروق شمسي حين تسطع في أعين الصحاري، و الغابات.
ذلك العالم الذي اخترق جدران قلبي، تاركًا خلفه لحنًا يُراقص النغمات.
أو عن عشقكِ أكتب؟ وفي عينيك آلاف الأحرف والكلمات.
تطل على من نافذة جنوني بكِ،
وتجول بي مختلف المدن، شوارع وحارات.
وكلما ذُكر اسمك، غاب عني الوعي، وسافرت اللحظات.
بعيدًا حيث أرضك، حيث سماؤك، حيث قلبي الذي يهوي بين تلك النظرات.
قصيدة عشق تنظم أبياتها أحرف ولعي، ولحن قصيد تتغنى به شفتاي، حلو الأغنيات.
يا مدللتي!
معشوقتي أنتِ، يا ملكة النبؤات.
حين يعانق ناظري؛
كمون، كاري، حب هيل، وفلفل، ما أجملها من بهارات!
وكأني حين أنثر حباتها، أرسم أجمل اللوحات.
ذرات تتطاير على وجه الزمن، فترسم بسمة حارة بنكهة البابريكا، التي تشعل الحُمرة بالوجنات.
و تتعانق ألوانها، كفصول سنةٍ تحيا ربيعًا، تتوق أنفاسه لعبق الزهرات.
قصة هوى عمرها آلاف السنين، سطرها أول لقاء كان بين الزعتر، والكاتشاب في صواني المعجنات.
ولكل بهار نكهة تميزه عن الآخر، وكأنه يحمل بطاقة هويته، تدوم لسنوات.
جواز سفر يحمله بين جناحيه عبر القارات.
حين يهمس أحدهم في أذن أعواد القرفة بأجمل الكلمات.
ويتغزل في حبات عقد الذهب التي تزين رقبتها، تتلألأ كالنجمات.
ومن يقوى على سحرك! حين تذوب في فنجان القهوة، كنجم غطس بماء البحر، وعانق الأمنيات.
يا هيل، كأنك ليل، يسدل ستائره
على قلبي، حين أُسر قهوتي بكل الأقصوصات.
و ألهو على سطح الروزماري، وورق اللورا، الشبيهة بقطعٍ صغيرة من الشجيرات.
طفولة، شباب، ودفتر ذكريات، يدون رحلتي عبر خارطة الزمن، منقوش على جنبيها أجمل النباتات.
أبحرت معي، غاصت وعالمي، واستوطنت أشهى الأكلات.
بالبيت، بالمطعم، بكانتين المدرسة، بالسفر وبالرحلات.
وكأن لكل بهار قصة، ترويها إشارات، و رموز، تتوه في ترجمتها اللغات.
وعطور يتطاير عبيرها، لينسج دخانًا متصاعدًا من فوهة الزجاجات.
ولا تستقيم حياتي دون الصبر على بعد حبيب طال، كزنجبيل حار، يمر برئة الحياة، فيلهب أنفاسها، ويُزيد العثرات.
وهوى يزيد لوعةَ القلب، كبابريكا حارة حلوة الطعم، لكنها تحمل نارًا في الطيات.
وقلب أبيض نقي، كلون الملح حين يعانق في الليل وجه النجمات.
