كتبت: سلمي سعيد
حرص مؤسسات المجتمع المدني على تعزيز الوعي البيئي، نظمت مؤسسة “هُن” للتنمية المستدامة ندوة علمية بعنوان “التنمية المستدامة في مواجهة التغير المناخي”، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، وذلك لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه البيئة والمجتمع في ظل التغيرات المناخية، والتأكيد على أهمية دور البحث العلمي والمبادرات المجتمعية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030 و2050.
بدأت الندوة بكلمة افتتاحية من الدكتورة يارة إبراهيم، التي رحبت بالحضور الكريم وأعربت عن امتنانها لمشاركتهم في هذا الحدث الهام، مؤكدة أن عنوان الندوة “التنمية المستدامة والتغير المناخي” يعد من القضايا التي تشغل العديد من الباحثين والدراسات العلمية. كما رحّبت بأعضاء المنصة الكريمة وهم اللواء الدكتور محمد أبو ليلة مساعد وزير الداخلية، والدكتورة شيماء عبد الرسول الأمين العام لمؤسسة “هُن” للتنمية المستدامة، والدكتورة رنا مجدي المدرس المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب – جامعة الإسكندرية. وأوضحت الدكتورة يارة أن مؤسسة “هُن” حديثة النشأة وتتبع وزارة التضامن الاجتماعي، وهي مشهرة برقم 4496 لسنة 2024، وقد تأسست بناءً على فكرة منها ومن الدكتورة شيماء، وتهدف المؤسسة إلى دعم البحث العلمي وتمكين الباحثات، وإطلاق المبادرات التي تقدم معلومات موثوقة.
ثم دعت الدكتورة رنا مجدي للحديث عن التنمية المستدامة، حيث بدأت كلمتها بالترحيب بالحضور وشكرت كلًا من الدكتورة يارة، والدكتورة شيماء، واللواء الدكتور محمد أبو ليلة. وتحدثت عن مفهوم التنمية المستدامة، موضحة أنها نهج مجتمعي يستمر حتى عام 2030، ويشمل الجوانب التعليمية والاقتصادية والبيئية، ويهدف إلى استغلال الموارد المتاحة بشكل أمثل دون الإضرار بها، حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة. وأشارت إلى أهمية دراسة الموارد والتطور التكنولوجي ومتطلبات أفراد المجتمع لتوفيرها بشكل عادل، مؤكدة أن أهداف التنمية المستدامة تتمثل في الحفاظ على البيئة، وتطوير التعليم، وتحقيق التكامل بين مختلف الجوانب لتحقيق استدامة شاملة. وأكدت على أهمية المسؤولية الجيلية تجاه الأجيال القادمة، والتعاون المجتمعي لتحقيق أهداف التنمية، مشيرة إلى أن للاستدامة أبعادًا اقتصادية واجتماعية وبيئية، وأن قسم الإعلام بجامعة الإسكندرية كان من أوائل المشاركين في مشروع بيئي بعنوان “بولي سفير”، وهو عبارة عن لمبة صديقة للبيئة.
بعدها، بدأت الدكتورة شيماء عبد الرسول كلمتها بالترحيب بالحضور والتعبير عن سعادتها بالمشاركة في هذه الندوة، ثم تناولت موضوع التغير المناخي، موضحة أنه لا يحدث فجأة، بل نتيجة تراكمات وتغيرات في درجات الحرارة بسبب الاستخدام المفرط للطاقات غير المتجددة مثل الغاز والوقود، وأن الدول الأقل تقدمًا هي الأكثر تأثرًا بنتائج أفعال الدول الصناعية الكبرى. وأشارت إلى أن خصائص الطقس المعتادة لم تعد كما كانت، نتيجة تأثير الإنسان السلبي على الطبيعة، مما أدى إلى كوارث مثل الجفاف وانخفاض منسوب المياه. وأوضحت أن مصر من أكثر الدول تضررًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ولذلك أصبح من الضروري زيادة الوعي العام، واللجوء إلى استخدام الطاقات المتجددة. وتحدثت عن خطة مصر 2050 لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، مؤكدة أن الطريق لا يزال طويلًا لكنه يسير وفق استراتيجية واضحة بدأت عام 2023 وتستمر حتى 2025، كما أكدت أهمية البحث العلمي وإعادة التدوير والمشاركة المجتمعية، مشيرة إلى مشاركة مؤسسة “هُن” في حملات تنظيف الشواطئ ومكافحة الأضرار الناتجة عن المواد البلاستيكية على الشعب المرجانية.
كما تناولت في حديثها التحديات التي تواجه التنمية المستدامة، مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج والتصدير والزراعة، وتأثير التغير المناخي على الصحة والغذاء، مشيرة إلى أن من التوصيات الضرورية هي تنمية البحث العلمي، وبناء مدن حديثة، والتوسع في استخدام الطاقات المتجددة، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة.
وفي ختام الندوة، تحدث اللواء الدكتور محمد أبو ليلة، معبرًا عن سعادته بحضور الندوة، مؤكدًا أن هدفهم الأساسي هو تنمية الشباب والمجتمع. وأوضح أن هناك استراتيجية وُضعت بعد عام 2014 وبدأ تنفيذها فعليًا من عام 2023، تتضمن تطوير البنية التحتية وخاصة في مجالات الإنترنت والطرق والكباري لتوفير بيئة داعمة للتنمية المستدامة. وأضاف أن الدولة تسعى إلى الربط بين الإدارات المختلفة لتسهيل تنفيذ المشروعات وفقًا لأولويات محددة، مؤكدًا أن الأمن القومي والوعي البيئي أصبحا من أبرز التحديات في ظل التغير المناخي. كما أشار إلى أن مصر مذكورة في القرآن الكريم بأنها “مخزن العالم”، داعيًا الشباب إلى التفاعل والمشاركة الإيجابية في المجتمع.
واختتمت الندوة بمنح الدكتورة يارة إبراهيم شهادات شكر وتقدير لكل من اللواء الدكتور محمد أبو ليلة، والدكتورة رنا مجدي التي أصبحت عضوًا رسميًا في مؤسسة “هُن”، كما أهدى الدكتور محمد وسام “هُن” إلى ابنته، والتي ستشارك قريبًا في ندوة حول التنمية المستدامة وتحقيق الذات.