✍️ يوحنا عزمي
مرحلة اللاعودة .. حين تصبح غزة شرارة حرب إقليمية
لما الحدود تبقى على بعد خطوة ، وكل طرف شايف إن الحرب هي الحل الوحيد ، اعرف إننا رسمياً دخلنا في مرحلة اللاعودة.
الشرق الأوسط دلوقتي مش مجرد بؤرة توتر ، لكنه ساحة لإعادة رسم خرائط النفوذ. ما بين مصر اللي ترى في التهجير تهديد وجودي ، وإسرائيل اللي بتسابق الزمن لتحقيق مشروعها قبل ما تتغير الإدارة في واشنطن ، وحماس اللي رفعت شعار “معركة البقاء”، أصبح المشهد أقرب لانفجار شامل.
الساعات اللي جاية مش مجرد حرب في غزة ، دي معركة بتعيد تعريف الردع الإقليمي ، وبتكشف حدود القوة الحقيقية لكل لاعب في المنطقة.
نتنياهو يغامر باحتلال “مستنقع غزة” ويرفض العرض المصري لأسباب صادمة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار المقامرة الكبرى. بدل ما يقبل بالهدنة المصرية ، قرر يفتح أبواب جهنم باقتحام غزة. السبب المعلن : “القضاء على حماس”. لكن السبب الحقيقي أعمق – هو بيحاول يهرب من أزماته الداخلية ، من محاكم الفساد، ومن المعارضة اللي بتتربص بيه.
غزة بالنسباله مش مجرد معركة ، لكنها “رهان وجودي”. لكنه تجاهل درس فيتنام وأفغانستان : إن الاحتلال المباشر لمناطق مأهولة بالفصائل المسلحة بيحول الجيوش النظامية لمجرد أهداف متحركة.
الجيش المصري يحشد عشرات الآلاف من الجنود ومدرعات ودفاع جوي في سيناء
الحدث الأبرز كان على الجانب المصري. القاهرة لأول مرة من 1973 تحشد قوات بهيكلة قتالية كاملة في المنطقة (ج) ، اللي المفروض وفق كامب ديفيد تكون منزوعة السلاح.
مدرعات ، دبابات ، بطاريات دفاع جوي ، ووحدات خاصة. ده مش مجرد استعراض قوة ، ده إعلان غير مباشر إن مصر مش هتسمح بفرض واقع جديد على حدودها.
الرسالة كانت واضحة : “أي محاولة لتهجير الفلسطينيين للسيناء ، هتتحول لمعركة مفتوحة”.
الصين تدخل المشهد بطائرات غامضة قرب السواحل المصرية
اللافت كان الوجود الصيني المفاجئ. رصد أجهزة الرادار المصرية طائرات استطلاع صينية الصنع، قيل إنها وصلت عبر صفقات سرية. دخول الصين مش رفاهية ، لكنه جزء من صراع أكبر مع أمريكا.
بكين شايفة إن إشعال المنطقة فرصة لإضعاف واشنطن في الشرق الأوسط ، وفتح جبهة جديدة تضغط بيها وهي بتفاوض في ملف تايوان وبحر الصين الجنوبي.
حماس تعلنها “معركة البقاء” وتفتح شبكة الأنفاق لاستنزاف إسرائيل
في قلب العاصفة ، أعلنت حماس إن المعركة الحالية هي “معركة بقاء أو فناء”. شبكة الأنفاق اللي اتبنت على مدار سنوات ، تحولت لسلاح استراتيجي لاستنزاف جيش الاحتلال.
الخطة واضحة : “حرب عصابات طويلة الأمد”، تضرب الجيش الإسرائيلي في كل شارع وحارة. غزة أصبحت بالفعل “مستنقع” يبتلع القوات المهاجمة ، ومهما كانت التكنولوجيا الإسرائيلية ، مواجهة الأنفاق تبقى كابوس لأي جيش نظامي.
عرض لابيد لترامب : التهجير مقابل إسقاط ديون مصر .. والرد كان في الميدان
مفاجأة كشفتها مصادر سياسية : يائير لابيد ، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق ، قدم عرضًا غير رسمي لإدارة ترامب “تهجير الفلسطينيين إلى سيناء مقابل إسقاط جزء من ديون مصر”.
لكن القاهرة ما اكتفتش بالرفض الدبلوماسي. الرد جه عملي ، في الميدان ، بالحشد العسكري وبتسريبات مقصودة للصحافة إن الجيش مستعد لسيناريو مواجهة مفتوحة.
كيف تحولت غزة من مدينة محاصرة إلى “فيتنام جديدة” قد تبتلع جيش الاحتلال لسنوات؟
غزة اللي كانت مجرد “جيب محاصر” بقت النهارده أشبه بفيتنام جديدة. مزيج من الأنفاق ، الحاضنة الشعبية ، واستعداد المقاتلين للتضحية.
إسرائيل داخلة على مستنقع لو طول أمده ، هيستنزفها اقتصاديًا وعسكريًا، ويضعها أمام عزلة دولية متزايدة.
لماذا ربطت واشنطن سد النهضة بملف التهجير؟
وما سر العروض الأمريكية – الإسرائيلية للقاهرة؟
التقارير الأخيرة بتقول إن واشنطن ربطت صراحة بين ملف سد النهضة الإثيوبي وملف التهجير.
الرسالة : “التعاون في ملف التهجير = ضغوط أقل على ملف المياه”.
العرض الإسرائيلي– الأمريكي لمصر كان متكامل : دعم اقتصادي ، تخفيف ديون ، وضمانات بخصوص مياه النيل … لكن القاهرة قرأت العرض باعتباره محاولة ابتزاز سافر.
تفاصيل الحشد المصري غير المسبوق في المنطقة ج ، وكسر الملحق العسكري لكامب ديفيد؟
وجود قوات مصرية في المنطقة (ج) بكثافة قتالية لأول مرة بيكسر عمليًا الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد.
وده معناه إن القاهرة مش بس بترفض التهجير، لكن كمان بتبعث رسالة لإسرائيل وأمريكا : “إحنا مستعدين نراجع الاتفاق كله لو اتفرض علينا أمر واقع”.
كيف أصبحت معركة غزة اختبار حقيقي لمعادلة الردع بين مصر وإسرائيل لأول مرة منذ 1973؟
من 1973 ما حصلش مواجهة مباشرة بين الجيشين. لكن مجرد الحشد المصري ده أكبر اختبار لمعادلة الردع.
إسرائيل طول عمرها تراهن على التفوق النوعي بالسلاح والدعم الأمريكي ، لكن مصر عندها ميزة الكتلة البشرية، والموقع الجغرافي ، والتاريخ العسكري. أي مواجهة – even غير مباشرة— – هتعيد رسم توازن القوى.
لماذا يصر نتنياهو على التهجير القسري رغم إدراكه أنه جريمة حرب ستعزلها دوليًا؟
إصرار نتنياهو على التهجير القسري مرتبط برؤيته للصراع : “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
هو عارف إن ده جريمة حرب ، وعارف إن العالم هيعزله ، لكن حساباته قصيرة المدى : بقاءه السياسي أهم من العزلة. وهو بيراهن إن الدعم الأمريكي هيحميه من أي محاسبة دولية.
والسيناريو الأخطر : هل الحرب القادمة هتكون على غزة بس؟ أم على سيناء والإقليم كله؟
السؤال المفتوح : هل المعركة هتتوقف عند غزة؟ ولا ممكن تمتد لسيناء ، لبنان ، وحتى إيران؟
كل المؤشرات بتقول إن أي خطأ في الحسابات هيحول المعركة من حرب محدودة ، إلى مواجهة إقليمية شاملة.
وده السيناريو الأخطر .. اللي يخلي المنطقة كلها على حافة بركان.
إحنا قدام مشهد مش مجرد “حرب جديدة في غزة”. دي معركة فاصلة بتختبر قوة المعادلات القديمة : كامب ديفيد ، الدعم الأمريكي لإسرائيل ، وحتى مكانة مصر كقوة إقليمية.
مرحلة اللاعودة مش مجرد عنوان صحفي ، لكنها واقع بيترسم دلوقتي على الحدود .. واللي جاي هيحدد شكل الشرق الأوسط لعقود قدام.