ابداعات

لم أعُد لأبقى قصيًا

مشتهى عوض الكريم 

 

رجفةٌ أخرى تُهدد جسد فتاة لم تتجاوز سِن العشرين، وقد بلغت نِصاب العُمر تجارب وألم، بلغتها في تمام الساعة الثانية عشر بتوقيت الحِيرة، حيث يستعد الناس للقاء بيومٍ جديد، كانت هي تُصافح خيبةً أخرى، وتُصفق بكفيها تعظيمًا لجرعةٍ من كوكاين الألم التي ستُضاف لرصيد حياتها البائسة.

 

لكن كل شيء يتمركز داخل الذاكرة، سواء كان حقيقة أم خيال، إن كان ماضي أو حاضر، كلاهما يلامسان الروح وتُترجم استقبالها لهم بإفراز كُتلة من المشاعر، وتتشظى وتتداعى.

 

فينتابُ الزمان فِكرة عقيمة اتجاه المواجهة، حينها تختلطُ الإلفة مع الفراغ، والرغبة مع الرحيل.

 

تُجهض الأحلام فجأة، وتتخلى الحياة عن وليدها، لتلجأ للعُقم الدائم، ويُودع الورد المطر، إستقبالاً لصيف شديد الحرارة يتسبب في زبُولها، ثم يمضي الوقت لتنعت عقارب الساعة تأخر مجيء ميلاد السكينة، وحينها تعمُ الضجة.

 

وكنهرٍ عابر يسيرُ ما كان بالأمس غاية، وتطفل على حياةٍ لم تُشابهك، لتعيش فيها ما انبتر من ساق وتُقاد للمساق، لتُعيد الإبتسامة لشفتيك، وتتخلص من الدموع التي كانت أنيسةٌ لوحدتك، وها أنت ذا تعيد الرسم على حائط الحِرمان بألوانك المُبهجة، لكن قلبك لا زال مُنفطر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!