✍علي محمد علي
ليست زيارة عابرة، بل عودة إلى الرحم الأول. بهذه الكلمات يمكن وصف اللحظات التي شاركتها المخرجة رشا شربتجي أثناء زيارتها مؤخراً إلى مصر. وبدا واضحاً أن هذه الزيارة لم تكن مجرد مرور، بل استدعاء لذاكرة دافئة وحبّ لم تَخبُ جذوته.
شربتجي، التي ولدت في القاهرة ونشأت بين ضفتي النيل والشام، بدت كأنها تفتح دفتر الأيام، تقرأ فيه طفولة نائمة على ضوء ناصية. في مصر لم تكن غريبة، بل أقرب ماتكون إلى ابنة الدار التي تعرف طريقها جيداً.
ووثّقت شربتجي عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي زيارتها إلى القاهرة من خلال مجموعة من الصور من داخل متحف مصر الكبير.
وأكدت شربتجي على سعادتها بهذه الزيارة، وتغّنت بالحضارة المصرية وعراقتها وأثرها الباقي في العلم والثقافة والفن والعمارة والفلك والطب، معلّقةً: “كنت بقمة السعادة بهي الزيارة وأنا عم شوف تاريخ أجدادنا وتاريخ هاد البلد العريق، وكتير وقفت قدام هالآثار وشو بتحمل رموز وأصالة”
وعبّرت شربتجي عن رغبتها في ترك أثر يذكره التاريخ من خلال أعمالها التي قدمتها، معلّقةً: “على أمل نحنا يبقى أثرنا بشي حلو لسنين طويلة ولما تذكرنا كتب التاريخ ما تمر على اللي قدمناه وعم نقدمو اليوم مرور الكرام، أو على الأقل ما ننذكر بصفحات التاريخ السوداء”.
شربتجي لم تعد إلى مصر كزائرة، بل كمن تعود إلى ذاتها، وربما، من يدري، تكون هذه الرحلة بداية جديدة تُكتب هناك، حيث وُلدت أول نبضة.