ابداعات

أحاول ولا يرون

 

منة اللّٰه عتمان 

 

أنا الذي لا يُفهم صمته، غارقٌ في حزني،

أتلقى التهكمات من كل جانب…

يقولون: ابدأ من جديد،

انهض، ساعد نفسك، تحرر!

وكأن الألم يُغادرنا حين نأمره،

وكأن الكسر يُشفى بالتمني،

وكأني لا أريد أن أبرأ،

وكأني لست المصلوب على وجعٍ لا يُرى.

 

لا يعلمون أني حقًا أحاول،

أنني أُرمم نفسي كل ليلةٍ بأصابع مرتجفة،

أنني أقف على حافة الانهيار، وأتظاهر بالتماسك وأنا كغصن هش يتحدى الريح ، بتلك القوة الهزلية التي ضعت بمجالها، تارة أقع، وتارات يهزمني بؤسي،

و نفسي… نفسي،

تتربص بي في عتمة الغرفة

كعدوٍّ يعرف تمامًا أين يُوجعني.

 

كلما بدأت أتعافى،

نَبَشَت ذاكرتي جراحي،

تجافَت الأرض عن خُطاي، ونزفت قدماي من مسير موجع،

وابتعدت الحياة عني كما يبتعد ضوء شمس الأمل عن غريق، فينتهي به الأمد في القاع، بلا ظل، بلا وجهة، وبلا نجاة.

 

وأنا،

بكل هزالي،

أحمل ثُقل الانتظار،

أركض خلف أثرٍ

لا يُبقي… ولا يذر.

كسراب طيفٍ يلوح من بعيد ثم يختفي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!