✍رشا لاشين
في مشهد لافت أثار الدهشة، أعرب دينيس برونيكوف، نائب مدير المركز الثقافي الروسي بالقاهرة، عن اندهاشه من طوابير الشباب الطويلة التي اصطفت أمام المركز الروسي بشارع التحرير خلال احتفالية الذكرى الـ30 لرحيل الشيخ إمام، مؤكدًا أن “امتداد الطوابير لعشرات الأمتار وامتلاء مسرح تشايكوفسكي بالشباب في العشرينات من عمرهم، ظاهرة تستحق التأمل.”
الاحتفالية نظمتها جمعية محبي الشيخ إمام للفنون والآداب بالتعاون مع البيت الروسي بالقاهرة، بحضور نخبة من شعراء العامية، وعلى رأسهم الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، إلى جانب محمود الطويل، محمد سيف، فرغلي مهران، وسيد عنبة، الذين تم تكريمهم تقديراً لدورهم في الحفاظ على التراث الفني للشيخ إمام وإتاحته للأجيال الجديدة.
كما شمل التكريم د. محمد أبو الغار، شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالمركز الروسي، والفنان ماريو سعيد أستاذ آلة العود، والشاعر محمود الشاذلي، وشعبان عيسى نجل شقيق الشيخ إمام، بالإضافة إلى تكريم رمزي لاسم الشاعرين نجيب سرور وأحمد فؤاد نجم، رفيق درب الشيخ إمام. وقد أدار الاحتفالية الشاعر محمود عزت، أمين عام الجمعية.
وفي الفقرة الغنائية، تألق الفنان محمد ربيع بمصاحبة عود مروان خاطر وإيقاع زين العابدين محمد، كما شارك الفنانان أحمد الرفاعي ومحمود العطار بفقرات غنائية، وأبدع الفنان أحمد إسماعيل الذي أشعل المسرح بأغنيتي “الفلاحين” و”اتجمعوا العشاق”.
وأشار برونيكوف إلى أن جمهور موسكو يعرف الشيخ إمام منذ حفلاته التي قدّمها عام 1985 ضمن فعاليات منتدى الشباب العالمي، بينما علّق شريف جاد بأن الإقبال الجماهيري في الاحتفالية يؤكد أن الشيخ إمام لا يزال حيًا في وجدان المصريين، وهو الفنان الكفيف الذي أضاء قلوب الثوار والبسطاء بأغانيه الموجهة للعمال والفلاحين والقضية الفلسطينية.
ولد الشيخ إمام في 2 يوليو 1918 بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة، وسط أسرة فقيرة فقدت سبعة أبناء قبله، وأصيب بالرمد في سنته الأولى ففقد بصره بسبب الإهمال. بدأ حفظ القرآن في جمعية دينية، لكن طُرد منها لاستماعه للقرآن من الراديو، وهو ما اعتبروه حينها بدعة.
في عام 1962، تعرّف على الشاعر أحمد فؤاد نجم، وشكّلا معًا ومع عازف الإيقاع محمد علي ثلاثيًا أعاد تشكيل الأغنية الوطنية في مصر والعالم العربي، ما عرّضهم للاعتقال، وكان الشيخ إمام أول سجين في العالم العربي يُسجن بسبب الغناء.