كتبت : سلمي سعيد
يعد النادي الدولي للبحّارة كواحة إنسانية راقية داخل ميناء الإسكندرية، مكان يجمع بين البساطة والعراقة، وبين الخدمة والرسالة. مش بس مكان للضيافة، لكنه قصة طويلة من الاحترام والتقدير لكل من يعمل في البحر، مهما كانت جنسيته أو لغته. من اللحظة الأولى، تحس إنك دخلت مساحة مختلفة، فيها دفء السكندريين، وهدوء البحر، وكرم المصريين.
وفي تصريح خاص من الأستاذ هاني، أحد المسؤولين عن النادي، شاركنا تفاصيل مهمة عن تاريخ المكان ودوره الممتد منذ عام 1977، حيث تأسس النادي في إطار تنفيذ الاتفاقية الدولية رقم 1163 الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية IMO، والخاصة برعاية البحّارة في الموانئ. سنة 1999، شارك النادي في لجنة رسمية تحت إشراف قطاع النقل البحري لدراسة الاتفاقية، وكان له شرف تمثيل مصر وسط كبار القادة في المجال البحري، منهم الفريق يوسف علي حماد، اللواء محمد أحمد السماك، السيدة خديجة من السلاح البحري الملكي سنة 1946، الربان عاطف حسن مروني، اللواء البحري أ.ح. عاصم السيد أحمد، الربان فاروق السيد عبد الموجود، والمهندس محمد عادل الشوبري.
المقر القديم للنادي كان في منطقة سيدي متولي في زيزواستريز، بمساحة كبيرة تستوعب عددًا كبيرًا من البحّارة، خاصة من الجنسيات المختلفة. بيحكي أ/هاني إن أكتر الجنسيات اللي كانت بتيجي هي الأمريكان، خصوصًا بعد المناورات، وبعدهم الإنجليز، ثم البحّارة الاسكتلنديين، وبعدهم الفرنسيين، وده بيوضح إن النادي كان معروف دوليًا وبيمثل نقطة راحة حقيقية للبحّار وسط رحلاته الطويلة.
الخدمات اللي بيقدّمها النادي كانت متنوعة من البداية، زي الأكل والشرب، وكان فيه مبيت وصالة بلياردو، وكمان كانوا بيقدموا مساعدات طبية جوه الميناء وقت الحاجة. بجانب الخدمات، نظّم النادي فعاليات مميزة، أهمها فعالية “حقل القنّاص”، اللي اتعملت مرتين على مستوى الجمهورية، لكنها توقفت لاحقًا لأسباب تنظيمية.
وبيكمل أ/هاني إن في البداية كان دخول النادي مقتصر على القبطان الأجنبي فقط، وبعد كده اقتصر على عضوية رجال الدولة والمستشارين وأعضاء أمن الدولة، ثم بدأ تدريجيًا ينفتح للجمهور، ومع كده لسه ناس كتير – حتى من القباطنة المصريين – مايعرفوش إنه موجود، رغم إنه بيقدم خدمات كبيرة وبدون مقابل مادي ضخم.
النادي بيشتغل يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى الساعة 11 مساءً، وفي بعض الأيام بيستمر لحد الساعة 12، حسب طبيعة اليوم وعدد الزائرين. رغم تغير الزمن، لسه النادي محافظ على احترامه لنفسه وللضيف، ومكمل في أداء دوره الإنساني بكل التزام.
النادي الدولي للبحّارة مش مجرد مبنى على الميناء، ده عنوان للهدوء، وخدمة راقية من نوع خاص، وتاريخ طويل من العمل في صمت. هو رسالة مصرية بتتقال من قلب البحر، لكل بحّار مر من هنا، ولكل حد محتاج لحظة دفء وإنسنية بعيد عن وطنه.