منة اللّٰه عتمان
ظلالٌ وهمية، يخدعك بريقُ ظاهرها الأنيق،
وفي أعماقها يغلي حقدٌ لا يُحد، تُخفي خلف ظهورها خناجر غدرٍ دامية، وتتلاعب بعقلك وقلبك بخيوط ألعابٍ خفية، حتى تصبح أسيرًا لسحرها الأسود،
وسط شعاع شمسٍ عاجزٍ عن اختراق ظلامها المستتر.
قلوبهم تتجافى عن نجاحك، كأن إشراقة نورك تُوقظ فيهم وحشة عتمتهم، وعقولهم تتأرجح بين نفعك وإيذائك، لا تعرف للوفاء دربًا، ولا للصفاء طَعمًا، ولا للعطاء بابًا.
تُغْرَسُ فيك طعناتهم المغلفة بغلافٍ كاذب،
خوفٌ مُصطنع، ونصائح تُهلك أكثر مما تُنجي، وهكذا تمضي بينهم متوجسًا، تحمل في قلبك يقينًا أن الزهور قد تُخفي بين أوراقها شوكًا مسمومًا،
وأن العيون الباسمة قد تُخبئ في بريقها فوهةَ سهمٍ مسنون.
لكنك تمضي متسلحًا بيقين أن ما شاءه الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه إذا أراد نفعك، فلن يمنعه عنك أحد، بل سيجعل في ايذائهم نفعك، وأن ما كتبه من أذى أو ابتلاء، فلن يصرفه عنك بشر،
وقال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}.
فامضِ مطمئن القلب، ساكن النفس،
عالمًا أن الليل، مهما طال، لا بد أن يعقبه فجر،
وأن الظلام، مهما اشتد، لا سلطان له على شمسٍ قد أذن الله لها أن تُشرق.