ابداعات

أي كوكب هذا

 

بقلم – جلال الدين محمد 

 

شعور بالدوار يُصيبك ويجعلك تظن أنك سوف تسقط أرضًا إن حاولت الوقوف، أو ربما تصطدم بالحائط في حادث مروري وقع في غرفتك بدلًا من الشارع.

 

تُحاول أن تنهض فتشعر وكأن عينك متورمة من أثر لكمة لا تعرف هل أتى كنغر أسترالي وكالها لك بلا رحمة أم ماذا، ولم أتحدث عن قدميك فالثقل الموجود بهما تجعلك تظن أنه تم تخليلهما، وسوف يأتي مجهول شره يستخدم قدمًا من أقدامك كمقبلات.

 

هل سبق وانتابك هذا الشعور؟ حين يُجبرك العمل على أن تبقى يومين بلا نوم، أو تكون مرهقًا فتخلد للنوم قليلًا في منتصف اليوم. هذا يا صديقي أسوء ما تفعله، فلا أنت تـصيب الراحة ولا يمكنك المتابعة بدون هذا النوم للأسف.

 

دعك من شعورك تجاه عضلاتك، المضحك أكثر هو ما تشعر به تجاه الزمان والمكان. في البداية لن تُدرك على أي كوكب أنت، حتى لو دارت عيناك في غرفتك التي أصابها الملل من وجودك فيها.

 

أما الوقت فهو لغز عظيم، فإذا تسلل شيء من الضوء إليك سيحمل مع أسئلة لا تنتهي، هل هو ضوء بداية اليوم مع شروق الشمس، أم هو إعلان مغادرتها مع المغرب.

 

أي آذان هذا الذي ينادي علينا المؤذن لأداء فرضه؟ أهو الفجر أم العشاء؟ ربما يكون الظهر، لكنها لا تبدو كشمس الظهر؟ ولكني خلدت للنوم ظهرًا، هل هو ظهر اليوم الثاني أم أنها كانت فقط خمس دقائق؟

 

هل حدثتك عن الأصوات؟ عادة حين تحصل على هذا النوع من النوم، يكون هناك إزعاج لا ينتهي، شباب من حارتك تركوا كل شبر فيها وقرروا العراك مباشرة تحت نافذتك، أو ربما ضيف لم يزركم منذ مدة وقرر الحديث بلا توقف مع والدك بصوت عال جدًا، أو أطفال العائلة الذين رسموا أعمالًا فنية على وجهك خلال نومك. لن تستيقظ أبدًا لهذا أو ذاك، وسوف يبدو الأمر وكأنك في حلم تدور فيه هذه الأحداث.

 

فلما لا يعد أحدهم تقريرًا للشخص الذي ينام هذه النومة، يبدأ بالتسمية وتاريخ اليوم بالهجري والميلادي، واسم الفرض الواجب صلاته، وما فاته أثناء نومه، والوجبة المقرر تناولها، ونوع الازعاج الذي حدث، ويسمى تقرير إعانة نائم، ويُمهر بختم على شكل سرير غير مُرتب. ألن يكون رائعًا؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!