إسماعيل السيد
صدق عصفور في غصن ما
بأنه مُغني
حين صفقت له أوراق الأشجار
فسار على الشراك
يحمل قلمًا
يوزع التوقيعات حتى حاصرته القضبان الحديدية
فباع صوته
لآلهة البكاء
صدق شاعر أُكذوبته
الفتاة التي شيدها من الحبر
شعر وفم
وأحمر حلم
صدق الشاعر
أكاذيب القصيدة
وقع في غرام فتاة من ورق
فما الحل؟
نام جندي
على جمجمة رضيع
وحين استيقظ
نمت للجمجمة أعين
فاستطاعت لمرة أخيرة البكاء
التصق المقعد بمؤخرة مسئول
كان منظره مُضحكًا وهو يحمل مقعده
ويمضي بين الجموع
يقتلع اللهجة من نبرة الضحك الساخرة
ويستبدلها بالبكاء الصامت
في الجنائز
تقف الجثة بالقرب منا عادة
تتابع التفاصيل
تحسب الأصابع التي تسكب التراب عليها
الأيادي التي تدعو لها بمغفرة
لذنب ارتكبته السماء
حين انجبته جرحًا، ووطن مُحال إلى النزوح السرمدي
في الجنائز
نعزي الجميع
وننسى الفتاة التي دُفنت بكامل الأضلاع
والقُبل الأخيرة
في الجنائز
لا تعزو الأمهات
اتركوهن يعشن على أوهام صغيرة
احتمال أن ينمو من القبر
شجرة
أو قصيدة
أو موسيقى صامته
والشاعر الذي صنع حبيبة من قصيدته
صار يبحث عنها بين الوجوه
حتى فقد عقله
ولا يزال يعتقد أن تلك الفتاة هربت من النص
تُطارده بين الجموع ولا يراها.