✍️ يوحنا عزمي
وانت تقرأ هذه السطور يكون الرئيس السيسي قد بدأ فترة رئاسية جديدة يواصل فيها خدمة وطنه وشعبه ، والحقيقة ان العشر سنوات التي مضت من حكم الرئيس يمكن ان تحمل عنوانا عريضا هو ( النجاة بمصر من الفخ او من الفخاخ المتنوعة ) ..
وأول الفخاخ التي نجت مصر منها كان فخ الحرب الأهلية والتي كان الإخوان والارهابيون جاهزون لاشعالها ويقنعون انصارهم بها وفق السيناريو الذي تم تنفيذه في كل الجمهوريات العربية الأخري لكن الرئيس السيسي منذ كان وزيرا للدفاع عمل علي النجاة بمصر من الفخ ، وقاد القوات المسلحة لمساندة الشعب في ٣٠ يونية وضرب بيد من حديد علي يد الإرهاب وخاض حربا طويلة ضد الإرهابيين انتهت بعد تضحيات بنجاة مصر من فخ الحرب الأهلية والإرهاب معا ..
وكان ثاني الفخاخ التي نجا الرئيس بمصر بها هو فخ ( الحرب الخارجية ) حيث كانت هناك استفزازات مختلفة في الغرب حينا ، وفي الجنوب حينا ، وفي الشمال الشرقي حينا ، وكان هناك عملاء يحملون الجنسية المصرية بالاسم يتولون تسخين الأجواء ودق طبول الحرب واللعب علي عواطف المصريين وكان ذلك دوراً مرسوما لهم بهدف جر مصر لشر الحرب ، ولكن الرئيس تعامل مع كل حالة بما يجب ، واستخدمت الدولة المصرية أدواتها المختلفة والشاملة والنتيجة ان مصر ظلت واحة أمان في محيط ملتهب
وان مياه النيل تملا بحيرة ناصر ومفيض توشكى وتفيض وان التحديات في الغرب انقلبت إلي تحالفات تعزز المصلحة الوطنية وان مصر نجت من فخ الحرب الذي كانوا يريدون ايقاعها فيه بجدارة .
اما ثالث الفخاخ التي نجت منها مصر فهو فخ الركود الإقتصادي وتباطؤ التنمية الذي كان طابع البلاد منذ نكسة يونيو ٦٧ ، مع استثناءات عابرة لا تكتمل ، ثم تعزز الركود بعد ثورة يناير ٢٠١١
وكان المخطط ان تستمر مصر في هذه الحالة من عدم التنمية
التي تؤدي لاستمرار الفقر وانعدام الأمل واكتساب الجماعة الإرهابية المزيد من الشرعية نتيجة عجز الدولة عن التنمية وقد خاض الرئيس مخاطرة كبري بتسريع معدلات البناء والتعمير لمئات الاضعاف وتوسع في الحصول علي التمويل وكان لسان حال
مصر يتمثل بيت الشعر القائل ( ويفوز باللذات كل مجازف
ويموت بالحسرات كل جبان ) ورغم الصعاب المعروفة تم البناء بالفعل ولم تتخلف مصر عن سداد قسط واحد من التزاماتها واستوعبت المشروعات خمسة مليون عامل مصري وزرعنا بذورا واشجارا سيحصد ثمارها ابناءنا واحفادنا بكل فخر .
اما الفخ الرابع الذي نجونا منه رغم أنف اعدائنا فهو فخ الإنهيار والتوقف عن سداد الالتزامات وشح الدولار وقد خرجت منه مصر بفضل الأداء السياسي للرئيس ، ووزن مصر الإقليمي وإمساك مصر بمفاتيح القوة في الإقليم وهو امر يحسب للرئيس السيسي ومؤسسات الدولة بكل تاكيد .
اما الفخ الخامس الذي نجونا منه فهو فخ الجمود السياسي بفعل المواجهة مع الإرهاب وانحسار العمل السياسي وقد كان ذلك امرا واقعا في سنوات الحسم مع الإرهاب، لكن مصر نجت منه مع إطلاق الدعوة للحوار السياسي واستيعاب احزاب الحركة المدنية وبدء تطبيق مخرجات الحوار الوطني وفتح الباب للاستعانة بخبرات كل
المصريين الذين يلتزمون بمظلة الوطن حتي لو عملوا في عهود سابقة مادامت صفحتهم نظيفة ، وهي سياسة احتوائية تجميعية أدت لنجاة مصر من فخ الجمود والاوليجاركية ووسعت مظلة المشاركة لتضم كل مصري مخلص ..
والحقيقة ان تأمل هذه الفخاخ الخمسة التي نجت منها مصر يجيب علي السؤال لماذا أختار المصريون الرئيس دون غيره لقيادة مصر في المرحلة الحرجة عقب ٣٠يونيو ٢٠١٣ ولماذا منحوه ثقتهم لفترة رئاسية جديدة يواصل فيها النجاة بمصر من فخاخ الأعداء ويدعم فيها ركائز الاستقرار والوحدة الوطنية ويصل فيها بمصر إلي المكانة التي تستحقها بين الأمم .