فن

32 عاماً على رحيل بدر الدين جمجوم… وجهٌ كوميدي أضاء الساحة الفنية بالبسمة

✍️سلمي سعيد 

تحل اليوم الثلاثاء 21 أبريل 2025 الذكرى الـ32 لرحيل الفنان المصري ذي الأصول الفلسطينية بدر الدين جمجوم (26 ديسمبر 1934–21 أبريل 1992)، الذي تميّز بخفة ظله وأدائه الملتزم، فخلّد شخصيات ثانوية إلى رموز لا تُنسى على خشبة المسرح وشاشتي السينما والتلفزيون.

وُلد جمجوم في 26 ديسمبر 1934 لأسر فلسطينية مقيمة في مصر، والتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة قبل أن يتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1961. بدأت مسيرته الفنية مع فرقة “ساعة لقلبك” ثم انضم إلى فرقة إسماعيل ياسين، حيث برع في الأدوار الثانوية الكوميدية، محولاً كل شخصية صغيرة إلى علامة فنية بفضل دقته في الأداء وروحه المرحة.

في مطلع الستينيات، جمعته مسيرة العمل بمديرة فرقة إسماعيل ياسين، الفنانة الطفلة المعجزة فيروز، فتوطدت بينهما صداقة سرعان ما تحوّلت إلى زواج جمع بين مسلم ومسيحية، مثالاً للوحدة الوطنية والتسامح. عاشا زهاء ثلاثين عاماً في شقة بسيطة بحي العباسية، اتسمت بوفرة الأصدقاء (كان لخمسين منهم مفتاح خاص للدخول)، قبل أن يحسم الجميع احترام خصوصية الزوجين بعد عقد القران.

رغم أن جمجوم لم يحظَ بأدوار بطولة مطلقة، فقد شارك في أكثر من ستين عملاً مسرحياً وسينمائياً وتليفزيونياً، من بينها مسرحية “روبابيكيا” مع تحية كاريوكا، وأفلام “زقاق المدقّ” و“دقة قلب”، ومسلسلات “محمد رسول الله” و“ألف ليلة وليلة”. ظل يؤمن بأن الإخلاص في العمل هو السبيل إلى خلود الفنان، فترك بصمته في كل دور، مهما صغر حجمه.

واختتم جمجوم رحلته الفنية بفيلم “السرعة لا تزيد عن صفر” إلى جانب عبلة كامل وأحمد بدير، قبل أن يوافيه الأجل بعد صراع مع المرض في 21 أبريل 1992. تثبت سيرته أن السعادة ليست في حجم الشهرة، بل في الرضا بالقناعة، وتبقى قصة حبه مع فيروز شاهدةً على تجاوز الحب لكل الحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!