أحمد مصطفى
كان بها شيء من الشفافيّة
إن حزِنت
رأينا العالم يدور دوائر لا نهائية
وإن سَعِدت
فإنّ لنا نصيبًا من الفرح
وإن هذه لأجمل أمسيّة
أرسل لها برقيّة
مع زهرة مما أحببتُ
وتشبيهات في غاية الرومانسيّة
هي لا تعلم أنني سئمتُ
أن أقول لها يا قمري
ولا تعلم
أنني أحيط نفسي بها
ولا تعلم
أنني أتتبع في كل جلسة
على كل شيء تتبعه أبصارها
ليلة الأمس
سألتني عن قصائدي
سألتني عن حروفي وكلماتي
جاءت بعد غياب أشبع قلبي وجعًا
تسألني أن أزمّلها بمفرداتي
عجبتُ من نفسي
كيف أتركها لأن تخبرني؟
كيف لم أكن أول السائلين عن أحوالها؟
ربما لأن طيفها لا يفارقني
كوب قهوة كان مزاجها
في ليلة اكتمل بدرها
على نيل مصرٍ كانت أنظارها
وعلى حريرٍ ساحر كانت أنظاري
تناديني بهمسها
ولا أطيقُ إلا لمسها
ولكنه في شريعتنا يعرف بالحرامِ
تناديني بهمسها
وتذكرلي كم كانت تفتقدني
وكم كانت تتفقّدني
وكم كانت تشعر أني لا أنساها
وكم كانت تشعر بالحيرة
حيث أنني لم أطلب لقياها
أبتسم بكل سعادة أخفيها
وأقول يا زهرة قطفتها لأرعاها
إني أسبّح الله على خلقه مرّة
وأسبّح الله عندما أراكِ مرارًا
كتبت لك من القصائد ما يكفيك
ولا يكفيني
فإني عندما أنظر إليك
أنسى دروبي أنسى عمري
أنسى أنيني وأنسى حنيني
ولا يشقيني سوى أن صورتك
رغم عدم وجودها على الجدران
وكذلك محفظتي وكتبي
وكذلك ملابسي وقمصاني
إلا أنها مثبّتة
في أعمق نقطة في وجداني
وإني أحب بك التزامك بالدّين
وأنك لست بالعطور مغرمة
ولا بالتجميل
ورغم ذلك فعندما أذكرك في فكري
أشعر برائحة المسك تفوح حولي
وأشعر بالعنبر يسحبني
وأشتم روائح لم أعهدها من قبل
وإنني أحبّ ألّا أحدّثك
حتى تظل الرائحة تراودني
فأنتِ بجانبي وأنتِ لستِ بجانبي
أكثر من كونك بجانبي وأنتِ لست بجانبي
وعندي لقوامك عدّة أسئلة
كيف لقدم صغيرة مثل هذه
أن تقوم بكل هذه المهزلة؟
ولجديلات الشعر الملوّنة
أن تلتفّ حول عنقي
وتكاد تقتلني
وأنا في قمة السعادة بشعور الهيمنة
وكيف لأنظارٍ سرقن الروح ولم تردّها
أن تسمح لي أن أحدّثها؟
وكيف لوجناتٍ مازلت لا أعلم ملمسها
ولكنّي أعلم أن في ابتسامتك
حروب كثيرة
وأضرارٌ كبيرة
وأمور مريبة
تصيبني
ولكنّي أطلبها في كلّ مرّة
إنني أحاولُ أن أكون مهذّبًا
ولكنّ فتنتك لا تسمح لي بذلك
فمن ذا الذي يُعاقب حينها
أنا على عدم وصفك بالأدلّة؟
أم أنتِ لاستراقك أنظاري
عن بقيّة النسوة
واختلاقك لعالمٍ
أهيم فيه وحدي
مع ذكرياتنا العتيقة
سأكتب لكِ باستمرارٍ رسائلي
وأنتِ يكفيك أن تبتسمي
فذلك يكون أبلغ من كل ما كتبت!