✍️ يوحنا عزمي
رغم بساطة حفل إفطار الأسرة المصرية الظاهرية إلا أنه احد دلالات فلسفة الحكم عند الرئيس السيسي ، تقليد بسيط لم يسبقه له احد من الرؤساء يكشف عن رؤيته للأمة المصرية ، يري الرئيس المصريين أمة واحدة رغم التنوع والاختلاف ويري في رمضان فرصة لتجمع المختلفين وفق التقليد المصري الأصيل ، في إفطار الاسرة ٢٠٢٢ ، أطلق الرئيس دعوته للحوار الوطني وسط حضور كبير لعدد من المعارضين وأعضاء الأحزاب المدنية ، بعد عامين
من إطلاق الحوار ..
جري إفطار الأسرة المصرية بالأمس في حضور المرشحين المنافسين في انتخابات الرئاسة ، وشخصيات عامة كبيرة مثل عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق واحد كبار المشاركين
في الحوار الوطني ، إفطار ٢٠٢٤ هو بشكل ما دليل نجاح على إفطار ٢٠٢٢ والدعوة التي أطلقها الرئيس فيه ، نجحت فعاليات الحوار الوطني المختلفة ، وتعاملت الدولة بتفهم مع ملف المحبوسين في قضايا ذات طابع سياسي ما وتم تخفيف الاحتقان والإفراج عن كل من لم يعد حبسه ضرورياً في إطار نظرة سياسية قانونية أمنية مشتركة .
الجلسات المتخصصة في الحوار شهدت اجتهاداً كبيراً من المشاركين في المحاور المختلفة واهمها المحورين السياسي والاقتصادي وقد عبر الرئيس عن اهتمامه بمخرجات الحوار قائلاً (د. ضياء قدم لي تسعين نقطة خرجت من الحوار الوطني ) ..والمعنى هنا ان الرئيس ليس فقط مهتماً بالمخرجات لكنه قرأها واحصاها واهتم بها الإهتمام الذي يتسق مع كونه صاحب الدعوة للحوار ..
من رسائل الإفطار ايضاً ثناء الرئيس علي الأمة المصرية العظيمة وعلي الشعب المصري الكريم وهي رسالة للمصريين ان يعتزوا بوطنهم وحضارتهم ورسالة لهواة الصيد في الماء العكر من عملاء هذه الدولة او تلك ، يكتسب إفطار الاسرة هذا العام أهميته من كونه اول إفطار في الولاية الجديدة للرئيس ، وهو تعبير عن بداية مرحلة جديدة ، يبدو فيها الجميع في حالة ثقة في الله وفي الوطن ويبدو الرئيس واثقاً من صدق عزمه ، وامانة اداءه ، وراغباً في مزيد من الحوار بين المصريين جميعاً وفي مزيد من شرح ما تحقق وايضاح الحقائق للناس ، ولا يبتعد ذلك كثيراً عن اختيارات الدولة لمجموعة من رؤساء التحرير الجدد ، تمكيناً لأجيال شابة ، وبحثاً عن كوادر وطنية لديها القدرة علي شرح إنجازات الدولة بطرق موضوعية ، ومجاراة حالة الحوار العامة في المجتمع والاسهام
فيها ويمكن القول ان الأسماء المعلنة جميعها لاقت ارتياحاً وترحيباً في مؤسساتها اولاً وفي الوسط الصحفي ثانياً ، توقيت الإفطار هذا العام كان مناسبة ليكرر الرئيس شرح المرتكزات الأربعة لولايته القادمة وهي اصلاح اقتصادي بلا حدود ، وإصلاح سياسي يري الناس اثره بالفعل في خطوات الحوار الوطني ، ثم وضع بناء الإنسان المصري ثقافيا وصحياً وتعليمياً كأولوية قصوي لهذه الفترة الرئاسية ، والاستمرار في سياسية الاتزان الإستراتيجي التي برعت فيها الدولة المصرية علي المستوي الخارجي والتي ادي نجاحها لاستقرار الوضع الاقتصادي وتعاظم دور مصر الإقليمي …
كل المعطيات تدعو للتفاؤل .. ولعل القادم خير بإذن الله .