ابداعاتخواطر

رسالة الى مجهول ضائع

روان خباز الحلبي 

 دِمشقيةَ

قالت لي اكتب قُلت ما أنا بكاتب 

قالت لي أشعر قُلت ما أنا بشاعر

 

قالت ماذا تكون هل مُجرد هاوي 

يصف الحروف بدون مشاعر؟

 

أم مجرد شخص عادي

يفضفض عن طريق نثر حبره على الأوراق؟

 

هل تُصدقي سيدتي الجميلة لا أعلم من أكون، قد أكون كاتب 

أو لست كذلك، قد أكون تائه ضائع حائر، أو قد أكون ثائر شخص يثأر للناس عن طريق التعبير عنهم، عرض مشاكلهم، كتابة شعورهم والتخفيف عنهم، لا أعلم من أكون، قد أكون عابرا في حياة أحدهم، ملاك في قصة شخص وشيطان في قصة آخر، قد أكون برواية أحدهم صالح، وبرواية الآخر طالح.

 

 

ضائع من غير هوية، لا إنتماء لي لأي مكان لا بلد، لا أرض لا شخص، أشعر بالغربة في اي مكان يحويني، هل هذا واقع ام كابوس؟ هل هذا حياتي حقًا، أم أنه مجرد حلم كزملائه مهمتهم هي شعوري بالألم والضياع وإرجاعي لأماكن لم تعد تنتمي إلى، أو انا هجرت الإنتماء إليها.

 

تُرى هل أنا قطعة من هذه الأرض أم أني شيء زائد لا مكان له في أي مكان ولا زمان، هل أنا شبحّ أم إنسان.

 

صوتها أصدر صداه في أذني كالترنيمة التي لا تُمل من سماعها، أنتَ أرق البشر على الأرض، وهبك الله حُسن الخلق والمشاعر والخَلق، وهبك الله قلم كالسيف للتدافع فيه عن الحق، لا تتراجع أكمل دربك الشائك إلى النهاية، رُغم الظلام 

الدامس حولك ولكن سوف تشرق شمس.

 

وهبك الله جمال لا مثيل له، قلب يُوسفي صافي كالماء وعيون تذبح بنظراتها وتجذب كُل الإنتباه، شعر أسود كسواد الليل، عيون بُنية كالقهوة الشامية، ورائحتك كالياسمين، تُذيب القلب وتجعل كُل من يراك يشعر إليك بالحنين، غمازاتان على أطراف ثغرك ما إن تبتسم حتى تُعلن عن نشر السعادة للجميع وللمقربين، ظلت تُردد أشد الكلام جمالًا وأعذبهم صوتًا، حتى تلاشت مع النور وحل الظلام من جديد.

 

صحُت مع شهقة أعادت الحياة لي، ماهذا الكابوس الجميل، عارً علي أن اسميه كابوس وداخله تلك الأميرة، لا اعلم لماذا ارتديت ملابسي ونزلت اتجول في الشوارع عسى أن القاها، تلك فتاة أحلامي طيفها لا يُفارقني صوتها يعزف أجمل وأروع الترانيم في أذني، ليست المرة الأولى التي تزورني، تُرى من تكون؟ هل يُعقل حقًا أنها نصفي الثاني، توأم روحي الملهم لي تلك التي روحها تُخاطب روحي؟ هل هي سندي الذي يسندي عندي انكساراتي؟ داعمي عندما يسرق الظلام شغفي؟ قوتي عند وهني؟ من تكون ؟

 

ظللت أتخبطت بين المُشاة وأنا ابحث عنها، لا وجود لها كأنها حلم بهل هي حُلم حقًا، كيف لي أن أجد إنسانة لم أراها على ارض الواقع، لم أحادثها اشتم رائحة عطرها، انظر الى عينيها، اشعر بنبضات قلبها ومشاعرها التي تسري في عروقها، كيف لي أن أجدك يا فتاة الأحلام؟ 

 

 

مرت السنة وأنا أراها باستمرارة، في كل حزن تأتي الي وتدعمني، تغمرني بالفرح والسعادة تُشجعني على إكمال طريق قد اهلك جسد ومزق روحي.

 

أحببتها، تُرى هل جنون أن تُحب طيف، إن كان جنون فأنا أقبل بذلك وأجهر به أيضًا، أجهر وأفصح لك عن مشاعر غريبة 

تكون لك فقط ولن تكون لغيرك يا أميرة كل النجمات.

 

خطرت لي تلك الأغنية والتي أحب أن اسمعها كثيرًا

 لوائل كفوري

 

“كل ما بتشرق شمس نهار بتاخد لعيونك صور 

يجنن الليل نجومه تغار مابدهن غيرك قمر 

 

         حياتي طلي وخلي الليل نهار 

 

         حياتي في بالكون قمار كتار 

             

            بعد وجودك مالهن أثر 

 

يا أميرة كل النجمات عُمري كله بأيديكي يجن الليل نجومه تغار مابدن غيرك قمر ” 

 

قاطع صوت ددندنتي مع طيفها ليس أميرة النجمات فقط بل أميرتي أنا، طيف يطوف لي فقط، ملاك ملكي أنا فقط،

تذكرت تلك الأغنية التي غُنيت لأجلها فقط، وكم أحب تلك الأغنية حقًا والأن عشقتها من عشقي لكِ

يا أميرتي يا جميلتي.

 

“بات الأمل في عيني يروي الجفن صبرًا والعشق في جسدي

 

 يجعلني أتوه وآلام شوقي تروي فوؤادي عطشًا 

 

وما أدراكي ما عطش القلوب 

 

يا أميرتي يا جميلتي يا سيدة كُل النساء 

 

لا تتركيني في وحدتي فالأبتعاد عنكي بتلاء

 

يصعب علي تحملي وحان وقت الإنتهاء 

 

 سأكون معك برغبتي وكما مولاتي تشاء 

 

ياحور عين كتفيت من العذاب 

 

 الله رحيم فكيف أنتِ لا ترحمي

 

سؤالي أنت وأنتي الرد والجواب

 

 حني على قلبي قد باتَ مُغرمُ” 

 

 

إليك ياسيدة المجهول، يانوري وسط الظلام، يا ملاكي وسط مُستنقع الشياطين، إن كُنت على هذا الأرض موجودة فتعالي لي، قد ذاب قلبي من فراقك، عشقت طيفك، فكيف لي أن أعاملك على الحقيقة، متأكد سأتخطى العشق والهيام، قد أعشقك في طريقة لم يتخيلها أي إنسان فقط تعالي، اظهري 

في واقعي، نوري حياتي كما أنرتي منامي، إني انتظرك بكل شوق وحب، انتظرك على جمر الغرام، أعلم كُل ذلك جنون 

ولكن لابئس بالقليل منه، الأشخاص العاقلين مملين جدًا.

 

رُبما نلتقي في الدقيقة الواحدة والستين، في الساعة الخامسة والعشرون، في اليوم الثاني والثلاثون، في الشهر الثالث عشر، في الفصل الخامس، في الحرف التاسع والعشرون، رُبما نلتقي، ولا أعلم رُبما هل ستصبح واقع، أم مجرد أمنية كإخواتها السابقون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!