رحمة خميس
أراك تمتطي خَيلك الأهوج على عجل، تطير به وراء من لا تقوى على مطاردتك، أركض أمامك كسُلحفاة تتسابق في الزمن مع أرنب متهور يعتليها ليسبق الركب.
نتراكض ولا نعلم للطريق سبيل سوى سراب نحسبه طوق النجاة، لكنه يبتعد كما أركض أمامك كذبيحٍ يفقد ما تبقى من دمه لكنه للموت مقاوم.
تُعكر صفو نومي الهانئ بهذا الحُلم الذي لا أجد فيه سوى العناء، تتسارع دقات قلبي مع الاستيقاظ كأنني أسير حرب يهرب من مغتصبه.
أراك في كُل خيل أهوج لا يعرف للهدوء سبيل، يسقط معها قلبي خوفًا من رؤياك في واقعي.
ما لي كلما أراك لا استطيع الركوض كسابق عهدي خوفًا منك، هل أصبحت أماني وسط مجتمع مخيف أصبح له وجود مؤخرًا؟ أم أعتدت البقاء قربك؟ أصبحت خوفي وأماني، سعادتي وبياض ثلجي وسواد قلبي حزنًا على فرقاك، تركتني أسيرة الخوف مجددًا منك ومن أحلامي.
ألن تأتي مرةً أُخرى وتصفو أحلامي معك أم ستتركني للكابوس الذي يفزع له قلبي؟
هل اطمئن اخيرًا لعدم رؤياك أم أنتظرك حتى وإن تأخر مجيئك؟
لن أنتظرك يا خوفي لتسرق من عقلي، وتظل تأكل قلبي كسارق الظلام، كغادر استولى على ما ليس له، سأفارقك الآن وعهدي أن أجدك ثانيةً لنتبارز بحصان لي أهوج ونتساوى بالقوة.