ابداعاتخواطر

بَعدَ حِين

إسماعيل السيد

 

يُزَمْجرُ النَّسِيّ 

بأرجاءِ الوَادِي السّحيقْ 

كَتَتارِيٍّ مَعتُوهٍ استَولَى

و اعْتلَى ….. 

أنا رَبكُم مَانحُ الرّاحاتْ

و هذهِ الشُّعيراتُ المُحترِقَةُ

من الذّاكرةِ تحتَ سَطْوتِي

على كَهنةِ الإدْراكْ

التّراجعُ الآنَ لِمعبدِهمْ الجَنائِزيّ

مُصطَحبِينَ هَاتِيكَ السّابِحةَ  

فِي غَفلتِها بَأروِقةِ التِّيِهْ 

و انْطلِقي أيَا جُنودِي مُؤَيّدينَ

بِبركاتٍ مِنّا و تَهليلِ الرَّعيةْ   

خَلفَ هُويَّتِها والعُنوانْ 

حَطمِي كلَ حَجرٍ و زَاويَةٍ بِفنَارٍ

يُرسلُ إشَاراتٍ مُثيرةً لنَوازِعِ الطّفْوْ

في الكَامناتِ بالعُمقْ

السّفُنِ الوَرقيةْ

طَاحونةِ الجَدّ

أشْجارِ التُّوتْ

و كُراساتِ التّسعةِ أَسْطرٍ

بِما تَحتضنُه من صِغارِ الأبْجديةْ

قَلّمِي كلّ شُعورٍ يَتَشبّثُ بالرّوحْ

كَظُفرٍ مَكسورٍ يَشتبكُ بالحرِيرْ

طَاردِي طيفَ رَجلٍ وَدّتْ لَو أنّها

أَنْجبتْ مِنهُ كلَّ أطْفالِ الأَرضْ

دَعوهَا و سُباتَها الفُجائِيّ

فَبواباتِ مُدنِ الأَحلامِ بِلا رُسومْ  

و لْتَتحدّىٰ نَوّاراتُ القُطنِ البَيضاءَ قُحُولَ عَصرِي 

لِتغَلفَ بَقيةً مِن نُقوشٍ

بَرأسِها العَنيدْ 

إياكِ والجَزعَ عَزيزتِي 

فَلا ثَمةَ شُبهةٍ لِوَجعْ

أَعدكِ أنّه لنْ تَتراءَى لكِ خَيالاتُ

المَشفَى القَديمْ 

سَيكونُ الأمرُ أشْبهُ بَزحفِ 

أُخْطُبُوطٍ يَنتَهِجُ الرّزانَةْ  

لا يُحدثُ دَواماتٍ تُعلنُ اقْترَابَهْ

ولا يُثيرُ غُبارَ القِيعَانْ 

فَيَصيدَهُ طَبيبٌ مُحنّكْ 

أنَا أكثرُ مَخلوقاتِ الّلهِ لُؤماً  

بَل و قَسوةْ  

لٰكنْ خَمّنِي …

لَربّما سَتتحقَقُ أُمنياتٍ دَفينةْ

أَيتُها المُسافرةُ دَوماً بِقطارِ الطّفولةْ

فَبَعدَ قَليلْ…

آتِيَتُكِ هَيَ و أنَاشيدُها سَعْياً  

اسْتِهلَالاً … 

بِالعمِّ خَليلِ المُهاجِرْ

تَارِكاً الوَردَ فِي شُقوقٍ جَرداءَ

تَقتاتُ قِصارَ أَعمارِهْ 

مَنْ كَانَ رَفِيقاً لِلبَردِ و الوَردْ 

لمْ يَعدْ طَيّباً كَما عَهِدْنَا

مَسّهُ طَائِفٌ عَدُوٌّ لِلبَسْتَنةْ

فَأمْسَى شَوْكةً بِخَاصرِةِ الأَرِيجْ

أنَا التّتَارِيّ المَعتُوهْ… 

عَاتبٌ عَليكَ أيُّها الخَليلُ

الأشّدُّ قَسْوَةْ

كَيفَ عَزَّ عَليكَ احْتواءُ أنَينِ المَتاعْ

كَيفَ لمْ تَمنحْ الطّلعَ وَقتاً كَافيَاً لِيمارِسَ فُحُولَتَهْ إِثْباتاً لِكَونِهِ 

الشّريكَ الأَعَظمْ

الذِي يَقعُ عَليهِ عِبءُ خُلودِ الزّهرْ

أنّىٰ لَكَ الهِجرةَ و قَطراتُ الُّلؤلؤِ

حَزانَى…. عَلى حَوافِّ البِتلّاتْ

أَلمْ يَتعهدْ مِندِيلُكَ بِإدِّخَارِها بِجوفِ مُرَبعاتِه الشِّطْرْنْجِيّةْ

كَوَضُوءٍ لِذاكرةِ امْرأةٍ عَابرَةْ 

امْرأةٌ… 

أتَتْ إلى الدُّنيَا كَإنْعكَاسٍ لآخَرِينْ

و سَتُغادِرُها كَسائحةٍ مَرّتْ خَفِيفاً 

انْتصَاراً لِعقَائِدَ النَّدَىٰ.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also
Close
Back to top button
error: Content is protected !!