ابداعاتخواطر

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

يارا فيصل

أدعوك دائمًا للتميز، أود فقط أن تتعامل بكل ود، واحترام، أريد منك أن تشعل نار الشغف للعمل في كل يوم، أريد منك أن تحتويني وتحتوي آلامي، أتوقع منك المزيد، فتارة أشعر بالود، واللهفة، وتارة أشعر بالغيرة مما يفعله الأخرين، فهل كرمك يسمح لهم بالتقليب داخل صفحاتك؟ 

 

أردت فقط أن تتعامل بنضج في كل خُطوة لك، رأيت فيك شبابي في التعامل بحماس، واقتطاف بعض اللحظات، وددتُ أن تكون ذاك الشخص الذي يُقهر كل المصاعب، الشغوف لعمله، المحب لأصدقائه، وإن وجدت بعض الخلافات.

 

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فكل الأحلام تدمرت، فبعدما كنت أرسم أحلامًا، أصبحت حاليًا أبكي على اللبن المسكوب، وكأنني من سكبته، فأنت يا صديقي أصبحت هشًا؛ بفقدانك ثقتك بذاتك، أصبحت تتعامل بكبرياء وكأننا غرباء، لا تود التحدث، لا تحترم أحد، لا تسمع لأحد، رأيك هو المفضل بالنسبة لك، أصبح غرورك هو سبب تدميرك، فبعدما كنت مثالًا للمثالية، أصبح كل شيء رفاة.

 

فبعدما أبحرت سفينة عملنا، وكان كل شيء على مايرام، هبت الرياح لكي تخبرنا بأن نكف عن تلك التفاهات التى تودي بصاحبها، تريد إخبارنا بأنّ العمل الصالح، الأخلاق، الود، والنضج هو من يدوم وكل شيء فاني.

 

فهل ينفعك منصب أو جاه إذا كان هناك من يحمل غصة في قلبه نتيجة أفعالك؟ أتمني أن تعيد السفينة مرة أخرى ولكن بعد تحريرها من قرصنة أفكارك، وحب الذات، فما زال هناك أمل للنجاة؛ لأنها لو عادت مثلما كانت ستغرق لا محالة.

 

صديقى.. راجع نفسك، وخذ خلوة مع النفس، لمراجعة حساباتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!