ابداعاتخواطر

نحن السفن، ونحن الرياح

رحمة خميس

 

عشت جزءًا كبيرًا من سابق عهدي أرى أن الحياة ليست بهذا العدل الذي طالما رجوته من البشر، تعصفني رياحهم الغادرة؛ لتؤكد فشلي وأعاود السير لبادئ طريقٍ شاق تفرقت فيه شُتاتي، وتحطمت أحلامي في العديد والعديد من المواضع.

 

ها أسير بطريق البداية ولا استطيع تعداد كم مررت من هنا، ولكنني تجاوزت حدود محاولات النجاح والفشل، لأسير لفشل ذا حجمٍ مبالغ به الكبر، حتى أعتدت وجوده ولا أجد مسلك لي سواه، لكن جائت الرياح بما لا تشتهي السفن وسقط الجسر الذي لطالما سرت عليه كذليل لا عون له.

 

لم أشتهي سفينة مُحملة بالنجاح الساحق ولا أتمنى أن تُشرق الشمس لتغدر بي كالبشر، لكن جائت السفينة تجُرها الرياح لتأبى الذهاب حتى أجد سعادتي واشتياقي. 

 

ركبتُ سفينة الأمل التي لا تشتهي الرياح، لكنني أشتهيتُها تلك الرياح التي حُملّت فيها سعادتي، لازلت اتخبط بين الرياح والسُفن، ولازلت أُبحر بعيدًا عن سخط البشر، ولكن هذه المرة لم تعصفني رياح بشر عاتية، ولكنها رياح قلبٍ هوى سبيل نجاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!