منة اللّٰه سعد عتمان
ها أنا ذا ما زلتُ مُتعلقًا بذاك المكان، بتلك الذكريات الَّتي تُدوي في قلبي ألمًا، وتلك الروح التي أحرقها الحنين، لقد تخلى عني الجميع؛ من بينهم أُناس وعدوا بالبقاء وكانوا أول الراحلين، لطالما كنت دائمًا أنا مَنْ يُمسك بزمام الأمور؛ لكن الآن عَجِزْتُ وتمكن مني اليأس.
لقد فقدتُ السيطرة على ذاك القلبِ المتألم من طيبته الزائدة الَّتي تؤذيه، تلك المشاعر الحانية على الجميع، إلى أن أصبحتُ كالبيت المهجور؛ الذي يخاف أن يقترب منه أحد، لقد أصبحت وحيدًا في زِحَام الحياة.
لا أعلم من المخطئ! هل أنا أم أن هذا هو القدر المحتوم؟ أنا الآن في طريق اللاوعي؛ لكن حينما أعود لن يعود معي إلا شخصي، ستموت تلك الذكريات اللعينة، وتلك الأيام التي نهشت في قلبي كالذئاب.
حينئِذٍ لن يكون مُرحبًا بمن تركوني في منتصف الطريق ورحلوا، فمن لم يطرق بابنا والروح ترتجف؛ فلا مرحبًا به والنبض منتظم.
دع نفسك للقدر كيفما كان، دع الأشياء تحدث مبهرة كانت أو مُروعة، لا تحزن على الخيبات؛ لأنها ستتداعى ک التي قبلها، ستعود بعدها بقلبٍ لا يخشى الانهزام؛ لأنه جرب كل أنواع الهزائم، قلب لم يعد يخشى ظلام الخذلان، ورُهَاب الفقد؛
لأنه اعتاد على الندبات ولم تعد تؤلمه.
دع الأشياء تتداعى، لا شعور يدوم، والحياة تستمر سواء رضيت أم أبيت.