ابداعات

ما بعد الرحيل

ندى أحمد 

تنطفئ الشوارع ويبقى نور القلب يبحث عن الطريق لحبيبهُ الضائع بمعنى أشد قسوة “الراحل” .

 

 

كقِطة شاردة تنتظر المارة أن يعطفوا عليها بطعامٍ أو ماء كنت أنا أجلس على الرصيف، أنظر إلى الطريق بعيون دامعة وتائهه مُنتظر أحد يُعيدني إلى المنزل ولكن من؟

 

اليوم الخامس والعشرون بعد الرحيل 

لا أعرف كيف صمدت هكذا والذكريات تحوم حولي، 

الأماكن شاهدة على كل ما فَعلناه سويًا، تحفُر أسامينا الأرض كلما خَطينا عليها.

 

يقولون: إنكار الحزن هو أكبر دليل على حزنك، عندما كان يسألني زميل لي في العمل لماذا أنفصلت عن “ماريا” ؟

وأنا لا أجد سوى الإبتسام و أقول: 

ــ القدر لا يُريدنا أن نكون معًا. 

 

كِذبة وراء كِذبة إلى أن أيقنت أنني حقًا لست بخير، لا أستطيع السير على أقدامي وأنا متعب من التفكير، يائس لدرجة أكتشافي أن حياتي كانت تكمن بها أفتقد ذاتي القديمة التي كانت معها.

 

ملامحها البسيطة، ضحكتها الصافية حينما تَراني، سيرنا للعمل وأيدينا تتمسك ببعض لا أعي مطلقًا أن بعد تلك المرة التي فلتِت يديها وبقت يدي وحيدة وباردة تبحث عن الدفء التي تعودت عليه و أنا لست كالسابق.

 

 

الحب ليس وحده من جعلها بجانبي، كانت تكتمُ في قلبها كل الأشياء التي أحزنتها تجاهي، وكنا لا نتعارك أبدًا وحدها هي من تحزن من أجل شيء لا أقدر على معرفته مهما توسلت إليها أن تقل لي ما يجول بخاطرها كي لا نصل لتلك النقطة لكنها كانت تصمت.

 

لذا ظننت أن كل شئ كان في مكانه الصحيح إلى أن رحلت ورحل معها ثلاث سنوات ماضية كانت فيها تُحارب بمفردها وأنا أحبها فقط.

 

 

من وقتها وأنا على ذلك الرصيف كل يوم وتجاهي ذكريات بعمق البحر أسمعها بأذني لأبتسم بحزن و أفكر هل نعود مرة أخرى ؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!