✍️بقلم /انتصار عمار
ما بك أيها الطير! ولم يا طير هجرانك !
أو تعلم أيها الطير !
أن الشجرة ما أتعبها الوقوف هكذا ليل نهار، فوجودك بها كان يهون عليها الكثير.
كانت تحيا بمأمن في وجودك، ما أتعبها شدة الشمس بيومٍ حار، ولا أغرقها مطرٌ في يوم شديد مطره.
ما كانت تهتم بكل تغييرات الجو من حولها، كانت لا تبالي بأي ريح أو أعاصير.
فكل ما كان يشغلها هو أنت، أين ذهبت! ولم اختفيت! فيما تأخرت! لم تر سواك بالكون، وكأنه لا أحد بالكون إلاك.
أو ما شعرت يومًا قط بسعادتها عندما كنت تطير إليها! ما أحسست بها يوم أن بنيت عشك بها لأول مرة !
ما سمعت صوتها يناديك يومًا إن تأخرت !
ما كنت تسمع نبضات قلبها، حينما كنت تعود إليها بعد غياب !
ألم تشتاق لسكناها! ألم تتوق لحلو حديثها! أجزاء الإحتواء الهجر!!
ما كان طبعك القسوة حتى تقسو على من حييت لأجلك،
نعم الحياة لا تتوقف لفراق أحد، وربما يأتي طيرٌ آخر ،ويبني بها عشه الجديد، لكنها ما أرادت سواك طيرًا.
وما عشقت سوى عُشك عشًا، وكأنها لم تُخلق إلا لك، لك وحدك ،وكل طير صار بها، كأنه لم يكن، ما أحست بوجودها إلا معك.
ما أحبت دنياها إلا بك، ودفء كلماتك حين كانت تلتف حولها، فتشعرها بأمان الحياة بك، لم تجد نفسها إلا فيك، ما تمنت سكنى أحد إلاك.
لم يا طير! لم عشقت الترحال بعيدًا عنها!
لم نفيتها خارجك! فهى من عشقت سكناك، وكنت أنت الوطن لها.
تعلم يا طير !
أنها لم تعد تهوى الحياة، بل وتريد تدمير ذاتها حتى لا تكون لأحدٍ غيرك.
فقد أصبحت لا ترى الحياة بدونك، وكأنك ختمت على قلبها بعدم سكنى أحد
قلبها سواك.
أولم تحبها يا طير! أولم يرق قلبك لها!
تُرى سيكون هناك من يحبك مثلها! من يشتاقك كما هي! من يفهمك في صمتك كما كانت تفهمك!
لم يا طير حطمت قلبها بيديك !