ابداعات

الحياة الزائلة

بقلم_يارا فيصل

 

توجد في زوايا الذاكرة، أحلام معلقة انتابها الجمود بل السواد، عندما رأيتُ تلك العجوز التي أهلكها الزمن، باتت تفتك بمن ترى، وكأنها تنتقم من ذاك القدر المفجع لها، أسدل الليل ديجوره الكالح عليّ، وكأنه يخبرني بأنها النهاية.

 

تحجرت مُقلتاي مما رأيت، أخذتُ أستوعب ما يحدث، أحقًا هي النهاية، أم أنّ هناك مفر من هذا؟ سارعتُ أهرول هنا وهناك باحثة عن حل، فكان الحل هو أن أعيش بهوية جديدة، وكيف لي أن أعيش بغير جسدي وشخصيتي التي تحملت الكثير؛ كي تكون كما هي الآن؟! وعلى عاتقي حمل ثقيل، لا أدري ماذا أفعل، فأعيُن تلك العجوز تُلاحقني أينما ذهبت.

 

وددت أن أتنفس للحظات، ولكنني لم أستطع، وكأنني ألفظ أنفاسي الأخيرة، أصبحتُ مشوشة، وبعد تفكير عميق كاد يفتك برأسي، اخترت الموت، وأنا أنظر إلى السماء، أخاطب النجوم المتناثرة في سماء الليل، وكأنني أرى لوحة فنية، في وهلة ارتسمت بسمة على وجهي لا أعلم ما سببها، ولكنني شعرتُ بسعادة ورضا مما اختاره الله لي، فكل ما فعلته في حياتي سيظل باقيًا أثره، يحكي عن أمجادي، تعثراتي، وطيبتي، فأنا لست حزينة، فما أعظم أن تكون حاضرًا غائبًا، على أن تكون غائبًا حاضرًا.

سأكون حاضرة لا محالة، أعلم أن الله سيمنحني السعادة في الحياة الأخرى.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!