كتبت: سلمى سعيد
وُلدت سندريلا الشاشة المصرية، سعاد حسني، في 26 يناير بحي بولاق أبو العلا بالقاهرة، لعائلة فنية. كان والدها محمد حسني البابا، الذي يعود أصله إلى دمشق، أحد أشهر الخطاطين. سعاد هي الأخت العاشرة بين 17 أخًا وأختًا، منهم أختان شقيقتان هما كوثر وصباح. انفصل والدها عن والدتها عندما كانت في الخامسة من عمرها، وتولى زوج والدتها تربية سعاد وأختها.
التعليم والبدايات الفنية
لم تكمل سعاد تعليمها في المدارس، لكنها تعلمت القراءة والكتابة في المنزل بمساعدة زوج والدتها. بدأت مشوارها الفني منذ صغرها مع “بابا شارو”، الذي أتاح لها الفرصة للظهور لأول مرة. اكتشف موهبتها الشاعر عبد الرحمن الخميسي، وأسند إليها دورًا صغيرًا في مسرحية “هاملت”. لاحقًا، التقت بالمخرج هنري بركات، الذي اختارها لبطولة فيلم حسن ونعيمة عام 1959، ليكون انطلاقتها الرسمية في عالم الفن والشهرة.
مسيرتها الفنية
حققت سعاد حسني نجاحًا استثنائيًا وشاركت في 91 فيلمًا سينمائيًا متنوعًا، من أبرزها:
الزوجة الثانية، إشاعة حب، الناس، غراميات امرأة، أعز الحبايب، السفيرة عزيزة، بئر الحرمان، الكرنك، شفيقة ومتولي، وموعد على العشاء.
كان آخر أعمالها فيلم الراعي والنساء مع أحمد زكي عام 1991.
حياتها الشخصية
تزوجت سعاد خمس مرات، وكانت زيجاتها كالتالي:
1. المطرب عبد الحليم حافظ (زواج عرفي، 1960-1965).
2. المصور والمخرج صلاح كريم (1966-1968).
3. المخرج علي بدرخان (1970-1981).
4. زكي فطين عبد الوهاب (1981)، وانتهى الزواج سريعًا بسبب اعتراض والده.
5. السيناريست ماهر عواد (1987-2001)، وبقيت على ذمته حتى وفاتها.
علاقتها بالعائلة
رغم شهرتها وانشغالها الدائم، كانت سعاد متعلقة جدًا بعائلتها، وحرصت دائمًا على مشاركة إخوتها وأولادهم في أفراحهم ومناسباتهم، وكانت مصدر بهجة وسعادة لهم رغم معاناتها مع المرض.
الجوائز والتكريم
حصلت سعاد حسني على العديد من الجوائز المرموقة خلال مسيرتها، من أبرزها:
جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم غروب وشروق.
خمس جوائز من وزارة الثقافة ومهرجان الإسكندرية عن فيلم الراعي والنساء.
شهادة تقدير من الرئيس الراحل أنور السادات تقديرًا لعطائها الفني.
رحيل سعاد حسني
رحلت سعاد حسني في 21 يونيو بلندن في ظروف غامضة، تاركة خلفها إرثًا فنيًا خالدًا. استطاعت أن تعبر بصدق عن هموم وأحلام الشعب المصري، وأصبحت رمزًا من رموز الفن العربي الذي لا يُنسى.