مقالات

خفايا إستئناف إسرائيل الحرب على غزة

✍️ يوحنا عزمي 

في الأيام الأخيرة ، استأنفت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة بعد فترة من الهدوء النسبي الذي ساد بين الطرفين ، مما أثار العديد من التساؤلات حول دوافع هذا التصعيد العسكري والظروف التي قد تكون وراءه. 

استئناف الحرب في غزة يحمل العديد من الأبعاد السياسية والعسكرية التي تتطلب تحليلًا دقيقًا لفهم الأسباب الحقيقية وراء هذا التصعيد واحتمالات تأثيره على المنطقة.

أسباب استئناف الحرب 

ـ رفض حماس لخطة تمديد وقف إطلاق النار : من أبرز الأسباب التي طرحت في وسائل الإعلام حول استئناف العمليات العسكرية هو رفض حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. كانت تلك الهدنة قد تم التوصل إليها بعد تصعيد سابق خلال الأشهر الماضية، وفي حال تعثر تجديدها أو استمرارها، تصبح إسرائيل مهيئة لاستئناف العمليات العسكرية تحت مبررات “الدفاع عن النفس” أو الرد على هجمات صاروخية.

ـ الضغط الداخلي الإسرائيلي : رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته قد يواجهون ضغوطًا داخلية لزيادة الهجوم على غزة ، خاصة في ظل التوترات الداخلية والمشاكل السياسية التي يمر بها النظام الإسرائيلي. تلجأ الحكومة في مثل هذه الأوقات إلى التصعيد العسكري لتحسين صورتها في الداخل ، أو للتهرب من القضايا السياسية.

ـ التحالفات الإقليمية والتطورات السياسية : تشهد المنطقة العربية تطورات هامة ، حيث تسعى بعض الدول الإقليمية إلى تحصين مكانتها وتأمين دعم الولايات المتحدة ودول الغرب في مواجهة التهديدات الإقليمية. 

تتشابك مصالح إسرائيل مع تلك التحالفات الجديدة ، وقد تكون هناك محاولات لتوسيع نفوذ إسرائيل بشكل أكبر في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية.

ـ الوضع العسكري والرد على الهجمات الصاروخية : بينما تسعى حركة حماس إلى تعزيز قوتها العسكرية وزيادة الضغط على إسرائيل من خلال الهجمات الصاروخية ، يعتبر الرد العسكري الإسرائيلي جزءًا من استراتيجية ردع قوية تهدف إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للحركات الفلسطينية في غزة.

السيناريوهات المحتملة

ـ التصعيد العسكري المستمر : قد تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة لفترة أطول إذا كانت إسرائيل مصممة على تحقيق أهداف عسكرية معينة، مثل تدمير منصات إطلاق الصواريخ أو القضاء على القادة العسكريين البارزين في غزة. 

مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى تكثيف الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الهجمات ، ولكن في الوقت نفسه ، ستواجه حماس صعوبة في كبح جماح الردود العسكرية.

ـ الضغط الدولي على إسرائيل : في حال استمر التصعيد بشكل غير محدود يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدخل دولي أكبر ، خاصة من جانب الدول العربية والأمم المتحدة. 

قد يتعرض نتنياهو لضغوط من المجتمع الدولي لوقف الهجمات والتفاوض مع السلطة الفلسطينية وحركة حماس لتسوية سياسية ، وهو ما يبدو صعب التحقيق في ظل الظروف الحالية.

ـ استمرار الوضع الراهن مع أزمات إنسانية : بالنظر إلى التاريخ الطويل من الصراع ، قد تستمر إسرائيل في تنفيذ هجماتها على غزة لفترات طويلة مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع. 

يمكن أن تزداد معاناة المدنيين في غزة ، مما يعمق الأزمة الإنسانية ويؤثر على العلاقة بين غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله ، وكذلك بين حركة حماس والمجتمع الدولي.

التحديات التي تواجه مصر والمنطقة

مصر التي لطالما لعبت دور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين ، تواجه تحديات دبلوماسية ضخمة. فمن ناحية ، تعمل مصر على التخفيف من وطأة التصعيد وتحقيق الهدوء في المنطقة ، ومن ناحية أخرى ، فإنها تتعرض لضغوط لتلبية مطالب كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

أوراق الضغط التي تملكها مصر

ـ العلاقات الثنائية مع إسرائيل : مصر تعتبر واحدة من الحلفاء الرئيسيين لإسرائيل في المنطقة ، ولديها القدرة على استخدام هذه العلاقة للضغط على إسرائيل لإيقاف التصعيد.

ـ دور مصر في الأمم المتحدة : مصر تستطيع استغلال عضويتها في المنظمات الدولية والضغط على المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل وقف الأعمال العدائية.

ـ الوجود العسكري في سيناء : يمكن لمصر أيضًا تعزيز دورها العسكري في حدودها الشرقية في حال زادت التوترات على الحدود بين غزة وإسرائيل.

أخيراً ، يعد استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة انعكاساً للتحولات الجيوسياسية في المنطقة والتحديات التي يواجهها كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. كما تفتح هذه الحرب الباب أمام تحولات جديدة في السياسة الإقليمية والدولية. 

إن التوازن بين الحروب العسكرية والضغط الدبلوماسي سيكون حاسمًا في تحديد مستقبل المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!