أخبار

مؤتمر العلم الأول لتحولات التعليم الجوهرية يناقش الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة  

✍️سلمي سعيد 

بدأ مؤتمر العلم الأول لتحولات التعليم الجوهرية بتحية العلم المصري، تبعها تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد من مسجد الشهداء، في أجواء روحانية أثرت قلوب الحاضرين ومهّدت لافتتاح فعالية علمية متميزة.

ألقى الدكتور وسام محمد إبراهيم، رئيس المؤتمر، الكلمة الافتتاحية، ورحب بالحضور قائلًا: “أهلاً وسهلاً بحضراتكم”، مؤكدًا على أهمية اللقاءات التي تجمع بين الباحثين وأسرهم والعائلات التي ستهتم مستقبلًا بالبحث العلمي والذكاء الاصطناعي. وعبّر عن امتنانه للحضور والتفاعل الكبير، مشيرًا إلى الجهد المبذول من جميع أعضاء المنصة، وشكر بشكل خاص الأستاذة جهاد الجندي، والدكتور رأفت الخمساوي، والدكتور محمود الجندي.

أوضح الدكتور وسام أن المؤتمر سيشهد عروضًا لعدد من الباحثات، بهدف إتاحة الفرصة للباحثين قبل مرحلة الماجستير لتعلم أساليب العرض والمنهجية، مؤكدًا أن العرض التقديمي لا يقل أهمية عن جودة البحث نفسه. وأشار إلى أن كثيرًا من الباحثين قد يكون لديهم محتوى علمي قوي، لكنهم يفتقدون إلى مهارة العرض، لذلك فإن هذه النماذج تساعد على صقل المهارات. كما أعلن عن مشروع مجلة بحثية ستصدر قريبًا بالتعاون مع أكاديمية الدكتورة جهاد وأكاديمية الدكتور رأفت، لتوثيق الأبحاث بعد مراجعتها.

تحدثت الدكتورة جهاد الجندي، نائب رئيس المؤتمر، مرحبة بالحضور من باحثين وباحثات، ومعلمين ومعلمات، وأشارت إلى الملاحظة الإيجابية بأن عدد المشارِكات من السيدات كان أكبر، معتبرة ذلك مؤشرًا إيجابيًا على وعي المرأة بأهمية التعليم والبحث. وأضافت أن جميع التخصصات الحاضرة اليوم تخدم هدفًا واحدًا هو تطوير التعليم. وأكدت أن نجاح أي مؤسسة تعليمية يعتمد على نجاح هيئة التدريس، التي تحتاج إلى المهارة، والإبداع، والخبرة، والمحتوى العلمي القوي، إلى جانب رغبتها الصادقة في البحث العلمي والتطوير.

أشارت الدكتورة جهاد إلى أهمية التدريب المستمر عبر ورش العمل والمؤتمرات، معتبرة أن أساس النجاح هو امتلاك المعلم لطرق تدريس تفعّل دور المتعلم، خصوصًا إذا راعت الفروق الفردية بين الطلاب، بما في ذلك الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المدمجين في المدارس. وأكدت أن استخدام التكنولوجيا هو أحد المفاتيح الأساسية لجعل التعليم أكثر جاذبية وتفاعلًا.

تحدث الدكتور رأفت الخمساوي، ممثل جهة الرعاية “الاتحاد الدولي للعلوم والتكنولوجيا”، وبدأ كلمته بقوله: “بسم الله الرحمن الرحيم، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.” وأكد أن بالعلم والمال تبنى الأمم، ولا يُبنى مستقبل على الجهل. ورحب بالحضور الكريم، معرّفًا بالاتحاد الدولي للعلوم والتكنولوجيا، والذي تأسس ليكون منصة تهتم بالعلوم الحديثة، والتكنولوجيا، والبحث العلمي، والصحافة العلمية.

أوضح الدكتور رأفت أن الاتحاد ينظم المؤتمرات العلمية، ويمنح شهادات موثقة للخبرات، ويعتمد شهادات الماجستير والدكتوراه المهنية، معلنًا عن خصم 50% للراغبين في التسجيل من خلال حضور هذا المؤتمر. واختتم كلمته بالتأكيد على أن هذا المؤتمر بداية لسلسلة فعاليات علمية قادمة تخدم الباحثين والمجتمع الأكاديمي.

ألقى الدكتور محمود الجندي، المنسق العام للمؤتمر، كلمته، حيث رحب بالحضور وأكد على أهمية التحول الرقمي ومهارات التعليم الرقمي، موضحًا أن من لا يمتلك هذه المهارات لن يكون له مكان في مستقبل التعليم. وعبّر عن امتنانه للدكتور وسام محمد على دعمه الدائم، وللدكتورة جهاد لترشيحها له كمنسق عام، وشكر أيضًا أخيه الدكتور رأفت الخمساوي على دعمه المستمر. وأكد أن الهدف من المؤتمر هو تبادل المعلومات وتحقيق أكبر استفادة علمية ممكنة، مشيرًا إلى أن هناك مصطلحات كثيرة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي لا يعرفها البعض، ويجب على الأقل الإلمام بالمفاهيم الأساسية، لأن هذه المجالات أصبحت أساسًا في الواقع التعليمي الحديث.

في لقاء خاص مع الدكتور وسام محمد إبراهيم، رئيس المؤتمر، سألناه عن سبب اختيار موضوع المؤتمر، فأجاب بأن التحول في التعليم على مستوى مصر والعالم يتطلب دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات التدريس، وتغيير بنية المناهج، ليس فقط من حيث المحتوى، بل في كيفية إعداد المعلمين. وأشار إلى وجود فجوة كبيرة بيننا وبين العديد من الدول الأخرى في هذا المجال، ولا بد من سد هذه الفجوة من خلال التفكير في ثلاثة محاور رئيسية: احتياجات المتعلم، وتطوير المناهج، ومتطلبات سوق العمل. وأكد على أهمية مراعاة سيكولوجية الطالب، وأن وجود ولي الأمر في مثل هذه المؤتمرات يزيد من الوعي المجتمعي بالتعليم ويعزز التعاون بين جميع الأطراف المعنية.

وعند سؤاله: هل الطالب المصري مؤهل حاليًا لإدخال الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية؟ أجاب: نعم، مؤهل. لأن الذكاء الاصطناعي أصبح من المهارات الحياتية التي نستخدمها يوميًا، لكننا بحاجة إلى أن نمنهج هذه المعرفة، وننظمها داخل بيئة تعليمية صحيحة.

وفي لقاء مع الدكتورة جهاد الجندي، نائب رئيس المؤتمر، أوضحت أن التحولات الجوهرية في التعليم أصبحت ضرورة، لأن العالم يتطور بسرعة، ولا بد أن يكون لدينا وعي وخلفية عن الذكاء الاصطناعي وكيفية دمجه في استراتيجيات التعليم. وقالت إن هناك العديد من طرق التدريس الحديثة، لكن الهدف منها واحد، وهو تفعيل دور المتعلم بجانب دور المعلم. وأكدت أن التكنولوجيا هي الأداة الأساسية لتحقيق هذا الهدف، وأن دور المعلم لن يقل كما يعتقد البعض، بل سيظل أساسيًا، لأنه هو من يوجه ويوظف أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة العملية التعليمية.

شكرت جميع الحضور على المشاركة، وأكدت أن هذه النوعية من المؤتمرات تمثل خطوة مهمة نحو تعليم أكثر وعيًا وتطورًا، وأعربت عن أملها في اللقاء مجددًا في فعاليات علمية قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!