كتبت/ مريم مصطفى
خيّم الحزن على أسرة الطالبة سلوان مرزوق، البالغة من العمر 15 عامًا، بعدما تحوّلت رحلتها الثقافية من محافظة الإسماعيلية إلى لحظة ألم لا تُنسى، إثر انقلاب أتوبيس الرحلات على الطريق الصحراوي الغربي بين إسنا والسباعية في محافظة الأقصر.
كانت سلوان ضمن مجموعة طلاب من محافظة أسوان شاركوا في فعاليات “أسبوع أهل مصر”، قبل أن تعود الرحلة إلى نقطة النهاية المأسوية.
لحظات السعادة الأخيرة
بحسب رواية والدها، فقد كانت سلوان تعيش واحدة من أسعد لحظاتها خلال مشاركتها في الفعاليات الثقافية، وظهرت متألقة في عروض الإنشاد الديني
وأكد الأب أنه تلقّى منها مكالمة هاتفية فور انتهاء الحفل، أخبرته فيها بسعادتها الكبيرة، ولم يكن يعلم أنها ستكون آخر كلمات يسمعها منها.
وأضاف الأب أنه كان ينتظر عودتها بشغف، لكنه كان يشعر بقَلَق داخلي غير مبرر، قبل أن تتصل شقيقتها للاطمئنان عليها، ليتفاجأ الجميع بأن إحدى زميلاتها هي التي أجابت وأخبرتهم بوقوع الحادث وانقلاب الأتوبيس.
مشوار إلى موقع الحادث
فور علم الأسرة، توجّه الأب إلى موقع الحادث في محافظة الأقصر، بحثًا عن ابنته بين المصابين.
وبعد دقائق طويلة من القلق، تلقّى الخبر الصادم بوفاتها، لينتقل مباشرة إلى المستشفى حيث نُقل جثمانها.
الأم وصدمة المشرحة
يروي الأب بحزن شديد أنه أصرّ على دخول المشرحة لرؤية ابنته، رغم معرفته بصعوبة الموقف.
وما إن رأى وجهها حتى أدرك حجم الحادث، لتصاب الأم بجلطة مفاجئة فور رؤية جثمان ابنتها، نتيجة الصدمة الشديدة والانهيار العصبي الذي سيطر عليها منذ وصول خبر الوفاة.
أحلام توقّفت فجأة
كانت سلوان هي الابنة الكبرى، وكان والدها يعتبرها حلم عمره، خاصة أنها كانت متميزة في الإنشاد الديني، وتحلم بدراسة الطب.
لكن الحادث أنهى تلك الأحلام تمامًا، وأبقى الأسرة في حالة حزن عميق لا يُنسى.
دعوات للتحقيق وتحسين إجراءات الأمان
أعاد الحادث فتح ملف سلامة الرحلات الطلابية مرة أخرى، وسط مطالبات بضرورة مراجعة إجراءات الأمان على الطرق السريعة، خاصة مع تكرار حوادث انقلاب الأتوبيسات خلال الأعوام الأخيرة.




