المهند إسلام
أهذا هدوءٌ ما قبل العاصفة؟،
عاصفة البكاء، والغضب؟.
أم أن هذه دموعٌ قد ملّت الانزلاق،
ولكن لم تجف؟
أوصلتَ إلى مرادك؟
أم مللتَ السعي؟
أشعرتَ بذلك الشعور الذي فقدته، وتبحثُ عنه؟
أم فقدته والقدرة على الشعور؟
في مدرسةِ الغابة،
حيثُ تجتمعُ الثعالب مع السحالي.
حيث يقولُ الكبار فيهم، أن في المدرسة يكونُ العقلُ لم ينضج بعد، والمشاعرُ لا تعرفُ وجهتها، إلّا أن مشاعركَ وذاتك تعرفُ طريقها جيدًا.
تعلمت طريقها في تلك المدرسة،
مدرسةُ الغابة.
كانت تلكَ المدرسة هي أولُ خطوة لكَ خارجَ خطوات الطفولة، لتخطوا بعدها في عالم الشُبهات، وينزلقُ قناع البراءةِ عن وجهك، لتصبحَ أسوأَ رجلٍ عرفتهُ في حياتك، أسوأ حتى من الذي أراك الطريقَ الذي تخطو منه.
كانت تلكَ المدرسة تحملُ طريقين، ذاك الطريق الذي تدفعُ فيه، وأعني تدفعُ الكثير، من مالِكَ وكرامتك، لتحصلَ في المقابل على الشعور بالقبول في وسط الغابة، وإن توقفتَ عن الدفع، توقفَ القبول، بل ويهجرك ويتبخر، كما اشتعلَ فجأة في البداية.
أما الطريق الآخر، فهو طريق القبولَ من غيرِ مقابل، مادي كان أو معنوي، لكنك اعتدتَ الدفع، وظننتَ أنه عليك إعطاء مقابل، ف أعطيت، وبالغت في الإعطاء، خشية أن يتم الهجر مجددا، فيتم الهجر بالفعل، بسبب زيادة الإعطاء الغير مطلوب.
فأصبحتَ بالتالي، تهجرُ بمقابل وغير مقابل.
لجئتَ للإدمان،
وصرتَ تبحثُ عن ذاك العطاء من غير مقابل مجددًا، حتى تكتشفَ أن العطاء بغير مقابل يأتي مرةٌ واحدة، فرصةٌ واحدة، وقد استغللتها بالطريقة الخاطئة، وخسرتها.
حتى تملّ البحث،
وتجف الدموع.
ومازال القلبُ يتألم،
رغبة في إصلاح كل شيء، ورغبة في التعافي، ورغبة في النضج.
فتهجرِ الغابة، وتتخذُ من المدينةِ منزلة، الشوارع الخالية من غير أصدقاء ومعارف،
المكتبة والمقاهي،
الكتبُ والموسيقى، التاريخُ والأدب،
الفن والمتاحف.
ثم تحذفُ رقمَ تاجر المخدرات، وتتجهُ إلى القهوة مع طلوع الشمس، وكاكاوٌ ساخنٌ مع غروبه، وطلوع الليل.
تنظرُ إلى السماءِ وتتأمل،
تنظرُ إلى المستقبل، متجاهلًا الماضي، ومحاولة في التعافي.
تكسرُ أكواب الخمر، وتستبدلها بأكواب الصفاء.
تنزعُ قناع السوء، وتستبدله بقناع الشاعر المُعذّب، الذي يحاول التعافي، من خلال كتابةِ الرسائل.
وينتظرُ قرارَ المحكمة، عن المرحلةِ القادمة من حياته.
