آلاء شعبان
ظلامٌ دامس يتخللّه أضواء خافته لامعه، جلستُ أسترق النظر إلى السماء الصافية النجوم متناثرة عليها كأنها فراش أزرق نُثِر فوقه اللؤلؤ
عدّلت من وضع الكرسي والتقتُ صورة لهذا المنظر المريح للنظر، ثمّ لم أضيع هذه اللحظة وعاودتُ لجلستي وعزلتي الهادئة.. الهادئة القاتلة، نعم القاتلة
ربما يبدوا الجو هادئًا وكأنني مستمتعة، لكن هناك صراعٌ داخليٌ مع النفس لا أعرف كيف أحدده أهي وحدة أم عزلة؟
لكن أوقن أنها عزلة للتصالح مع النفس..
عزلة مع الأضواء والسماء والنجوم وأيضًا الرياح
هذي عزلة قوة، فهي بين ناس وطبيعة ولا تمت للضعف والوحدة بصلة
أنا أؤمن أن لا يستيقظ في العزلة إلا من هو كامنٌ بداخلنا، لذلك أحبها لأنها تجلعني أصل لنفسي بدون تصنع، بدون ضيق صدر حتّى بدون إرهاق، كأنني في كهف أتنفس بدون صعوبة ومن في الخارج يصارع للبقاء وأنا بالداخل… مستمتعة
هذي هي متعة الحياة: أن تتعزل لا أن تكون وحيدًا،
فالوحدة شعورٌ سيء للغاية كأنك تضور جوعًا، ولا يمكنك معرفة إلى أي مدى أنت جائع حتى تبدأ في الأكل
أرى العزلة أسلوب حياة علينا تعايشه لنكتشف أنفسنا من جديد نتصالح مع الذي ترغب به، ومن أي شيء تنفر، ربما أحياناً تكون بدايةً النضج،
أما هناك نوعٌ أشد ألمٍ وقسوة… هو الوحدة تُفرض عليك وتعيشها، لأنها ليست اختيارك ولا يوجد غيرها، لكنها غالبًا تكون بداية طريق للعزلة التي تعرفنا بذاتنا، وتترك فينا الهدوء والراحة النفسية.




