
الفصل الرابع
ذهب ميلر وسام سريًعا إلى المعمل الجنائي ليلتقيا بصاموئيل الذي حلل رسالة القاتل قائلًا: لقد وضع المجرم على الرسالة شريطًا لاصقًا، وفي نهايته وجدت بصمة إصبع ليست كبيرة لكنها بصمة إصبع واضحة، لكن عندما بحثت عنها لم تتطابق مع أي أحد.
سام بيأس: هذا يُرجعنا إلى بداية القضية من جديد؟
ميلر: لا، هناك طرق عِدة سوف أقوم بفعلها، اتبعني.
سام: هل نسيت ميلر؟ صحيح صاموئيل، هل كان يوجد أثر عض على ركبة لاسي أثناء التشريح؟
صاموئيل: نعم، ولكن لما تسأل؟
سام: كنت أتأكد فقط.
خرج سام وميلر من المعمل يفكر سام بالقضية الغريبة التي يحقق بها ولم يصل لأي نتيجة واحدة تدله على المجرم، بينما ميلر خطرت على باله فكرة سهلة للعثور على القاتل.
وصلا إلى القسم واجتمعا بالرئيس ليكونا على إطلاع بكافة المستجدات.
الرئيس: ماذا تقول ميلر؟ هل جُننت؟ كيف سنفعل ذلك؟
ميلر: صدقني أيها الرئيس، إن هذه الطريقة سوف تفيدنا كثيرًا وتُضيق علينا العثور على القاتل.
سام: لكن هذه الطريقة سوف تأخذ وقتًا كبيرًا حتى تُنفذ.
ميلر: لا اتركا ذلك عليّ، لقد قمت بإعداد ذلك مُسبقًا.
الرئيس: كيف؟
ميلر: لقد تكلمت مع مسؤول في القيام بخطٍ ساخنٍ مُسجل عليه صوت القاتل ويقول الناس بالاتصال على هذا الرقم حتى يصلوا إليه سريعًا ويتعرفون على الصوت.
سام: أنت حقًا شيء كبير ميلر.
الرئيس: متى سيتم تنفيذها؟
ميلر: غدًا.
الرئيس: لا، من اليوم وعند تفعيل هذا الخط الساخن، أعلن في كافة وسائل الإعلام ذلك.
ميلر: حسنًا أيها الرئيس.
خرج سام وميلر من الاجتماع، يتساءل سام مع وجود علامات الدهشة على وجهه وقال: لكن كيف ارتكب القاتل هذا الخطأ ووجدنا بصمة إصبعه.
ميلر: كل مُجرم مهما كان ذكيًا له نقطة ضعف، عند الإمساك بالشريط اللاصق مهما كنت حريصًا على عدم لمسه، لكنك ستلمس المنطقة الدبقة من بداية الشريط، ولفها على المقبض عدة مرات، حتى ترك بصمة إصبع واحدة.
سام: هل فكرة الخط الساخن سوف تأتي بنتائج فعالة؟
ميلر: نعم، لقد حسنت جودة الصوت في المكالمات وسوف أقوم بتفعيل الخط حالًا.
بعد مرور شهر كامل على تفعيل الخط الساخن للاستماع لصوت القاتل والتعرف عليه، حدث ما غير مجرى القضية بالكامل.
سيلينا: أيها الشرطي، لقد استمعت إلى صوت المجرم، أظن أنه يشبه صوت تيري بُني، لقد تأكدت من ذلك منذ قليل عندما جاء، وتأكدت من إخوته مرة أخرى وقالوا نعم إنه صوته.
الشرطي: لكن كيف تُبلغين عن إبنك أيتها السيدة؟
سيلينا: لقد عانى من طفولته من مرض عقلي، لقد كنت أخاف منه كثيرًا قبل أن يتزوج من سلوكه الغريب وغير المفهوم، كان يقوم بسلوكيات عنيفة مع إخوانه ويقول في النهاية هناك صوت داخلي يُملي عليّ ما أفعله وعندما أعود للوعي لا أتذكر أنني قمت بذلك.
الشرطي: ما هو عنوان منزله سيدتي؟
سيلينا: 58 مقاطعة تكساس.
وصل خبر ذلك الاتصال إلى ميلر وسام اللذان شعرا بحل لغز القضية، فذهبا سريعًا إلى عنوان تيري ولكنهم لم يُلقيا القبض عليه لأنه أنكر كل ما هو موجه إليه من تُهم، لكن تم وضعه تحت المراقبة لمدة أيام، لسوء حظ الشرطة لم يقم بأي فعل غريب أو شاذ، لكن الشرطة استدعته للإدلاء بما يعرفه وأخذ بصمة أصابعه وحمضه النووي.
رفض تيري ذلك بشكل قاطع وجاء بمحاميه مع شروطه بأن لا يتم أخذ حمضه النووي، وأخذ بصمة أصابعه فقط.
وافقت الشرطة على ذلك وتولى الرئيس التحقيق معه وأخذ بصمة أصابعه وكان ميلر وسام يقفان خلف الزجاج من غرفة خارجية لمراقبة استجواب تيري.
سام: لما فعل ذلك ورفض أن نأخذ حمضه النووي؟
ميلر: إنه القاتل، أراهن على ذلك.
سام: لكنه لا يشبه الرسم نهائيًا.
ميلر: لا يهم، لكنه الجاني.
سام: وكيف عرفت ذلك؟ أهو حدسك؟
ميلر: لا، لما رفض أن نأخذ حمضه النووى؟ ولما جاء بمحامي معه ليدافع عنه؟ هل تعتقد أن شخص برئ كما يدّعي يأتي بمحاميه معه ويختبئ خلفه؟
سام: معك حق، سوف أذهب لآخذ عينة من بصماته ليقارنها صاموئيل.
بعد مرور بضع ساعات
جاء صاموئيل يهرول مُسرعًا لسام وميلر قائلًا: إنه الجاني، بصمات الأصابع متطابقة.
دُهش الجميع مما أُلقي على مسامعهم، حيث تم حبس تيري دايڤر على ذمة التحقيقات.
سام: ما هذا؟ أنا لم أشك بأن شخصّا مثله يقوم بهذه الجريمة، يبدو وديعًا جدًا، كيف ذلك؟
ميلر: لا يغرك ذلك سام، فإنه مغتصب قاتل لعدة جرائم، لا يغرك شكله الوديع، فَكِر بطريقة موت لاسي وغيرها.
سام: أنا أقول ما بداخلي فقط، إنه يستحق القتل مائة مرة.
5 يوليو 1995
تمت محاكمة تيري دايڤر على جرائمه السابقة كما اعترف بها مُسبقًا، كما شهدت كارول باغ بما حدث وأكدت أن تيري دايڤر هو قاتل صديقتها والذي اعتدى عليهن.
انتهت المحاكمة بإيداع تيري دايڤر في مشفى للأمراض العقلية بعد الكشف عن قواه العقلية وتبين أنه يعاني من فصام عقلي.
بعد مرور سبعة أعوام
كارول: عزيزي، سوف أنام قليلًا، اعتني بلاسي.
بيث: حسنًا عزيزتي، سوف أهتم بها لا تقلقي.
صعدت كارول إلى غرفتها لم تنم سريعًا، فأمسكت بمذكراتها وبدأت تكتب: (لم أصدق أنه مر سبعة أعوام على ذلك الحادث، عندما أتذكره كأنه حدث بالأمس، لقد آلمني كثيرًا، لكن المجرم نال عقابه، لقد اشتقت إلى لاسي كثيرًا، لم أكن أتوقع أننا سنفترق بهذا الشكل البشع، لقد أسميت ابنتي على اسمها حتى أتذكرها دومًا، هي دومًا بقلبي).
أنهت كارول كتابة مذكراتها، ولكنها سمعت صوتًا في الخارج لزوجها وابنتها.
خرجت من غرفتها ووجدت زوجها وابنتها غارقين بدمائهم، اكتملت صدمتها بسماع صوت خلفها، نظرت وراءها لكن لاقت مصرعها بجانب ابنتها وزوجها.
جلس على الأريكة أمام الجثث لكنه وجد أن جثة كارول مازالت على قيد الحياة وتصارع من أجل البقاء فقال: هل ظننتِ أن بعد سجني بهذا المشفى العَفِن طوال هذه المدة، لن أجدك وأقتلك، إنه أنا تيري يا عزيزتي كارول.