مقالات

آباء ولكنᴉ  

الكاتب: عصام أحمد عويس

 

    إن من أسمى العلاقات الإنسانية بين البشر علاقة الآباء بأبنائهم، تلك العلاقة التى فطر الله الإنسانية عليها، ونظمها في القرآن الكريم، وحث عليها الرسول – صلى الله عليه وسلم-.

   ولكننا في هذا الزمان نجد خروجا عن تلك العلاقة، فنجد آباء يعقون أبنائهمᴉ نجد تلك الظاهرة في تصرف بعض الآباء تجاه أبنائهم.

   فبعض الآباء والأمهات يفضل بعض الأبناء على البعض، ويظهر هذا في معاملاتهم؛ مما يولد الحقد والكراهية بين الأخوة.

 

  فهذا الأخ يكره أخاه ويجد في نفسه حقدًا عليه، وعندما تسأله لِمَ تكره أخاك فيرد عليك لأن أبي يحبه أكثر مني؛ فيظهر حقدًا وكرهًا ليس لأخيه فقط؛ ولكن لوالديه الذين فرّقا في المعاملة بينه وبين أخيه.

 

   وإن كان الآباء لا يستطيعون التحكم في قلوبهم لأنها بيد الله، لجعلها تقسم الحب بالتساوي بين الأبناء؛ فلا يجب أن يظهر ذلك أمام أبنائهم في التفرقة بينهم في التعامل سواء التعاملات المادية أو الحسية. 

     فقد رفض الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يشهد على هبة من أب لأحد أبنائه دون غيره من أخوته، وقال له: “أذهب وأشهد غيري فإني لا أشهد على جور، وقال له: اعدلوا بين أبنائكم”.

    وهناك بعض الآباء يرون أنهم بتشديدهم على أبنائهم في بعض الأمور، ظنا منهم أنهم بذلك يقيمون الدين. 

   فيتهمون أبنائهم في بعض سلوكياتهم بالفسق والإنحلال، وأنهم يريدون اللهو والعبث دون مراعاة لمشاعرهم، معتقدين بذلك أنهم يُقَوِّمون إعوجاج أبنائهم غير مراعين لتلك المشاعر.

 

     هناك إحصائية تفيد أن العنف الأسري الذي يخرج من الآباء يظل مؤثرًا في ذرياتهم لثلاثة أجيال قادمة، ودراسة أخرى فيها أن نصف الملحدين كان لديهم في الصغر مشاكل مع عنف آبائهم الذين يمثلون السلطة والقوة، وعندما كبروا كرهوا كل من لديه سلطة، حتى لو كانت السلطة العظمى لله- سبحانه وتعالى-. 

 

     هناك فروق زمنية مختلفة بين الآباء والأبناء يجب مراعاتها والتنبه إليها، فطبيعة المرحلة التي يعيشها الأبناء تختلف عن طبيعة الحياة التي كان يعيشها الآباء، وأن التأثيرات في البيئة المحيطة لكل جيل تحدث نوعًا من التغيير والتأثير على ذلك الجيل.

     إن صراع الأجيال يحدث نوعًا من الاستبداد لدى الآباء؛ دائمًا يكون أبناؤهم في نظرهم على باطل، دائمًا مخطئين، مما يحدث نوعا من الاحباط والاكتئاب لدى الأبناء.

 

     ماذا يحدث لو نزل الأب إلى عقل ابنه وصاحبه، فيكون له صاحبًا وصديقًا مخلصًا، حينها يفتح الابن قلبه لأبيه، ويطلعه على مشاكله وأسراره والصعاب التى قد تقابله في حياته، ويتقبل من أبيه نصائحه والتي تكون صادقة، كما أنها تكون خلاصة تجارب سنين طويلة لهذا الأب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!