انطلاق النسخة الرابعة من معرض «الأبد هو الآن» بمنطقة الأهرامات
نادين عبد الغفار: المعرض له دور في الترويج السياحي لمصر واجتذاب نوعية مختلفة وهامة من السائحين
محمد إسماعيل: المجلس الأعلى للآثار مؤسسة علمية تهتم بعرض عظمة الحضارة المصرية
زاهي حواس: عرض أعمال الفنانين العالميين في ظلال الأهرامات سيكون أهم حدث في حياتهم
نوريا سانز: المعرض يؤكد على قدرة الفن على تجاوز الحدود والثقافات والقوة الدائمة للإبداع
تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية المصرية وهيئة تنشيط السياحة واللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، أعلنت مؤسسة “كلتشرفيتور- آرت دي إيجيبت”، المتخصصة في تنظيم المعارض الفنية والثقافية، إطلاق النسخة الرابعة من معرض “الأبد هو الآن” في منطقة هضبة الأهرامات، وذلك في احتفال ضخم حضره السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وسفير كوريا الجنوبية كيم يونجهيون، ونوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة، وفرانشيسكو لولوبريجيدا ووزير الزراعة الإيطالي، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور خالد العناني، هو وزير السياحة والآثار المصري السابق.
ويشارك في معرض “الأبد هو الآن”- والذي يستمر من ٢٤ أكتوبر إلى ١٦ نوفمبر- 12 فنانا عالميا يقدمون أعمالا تتنوع ما بين منحوتات، وتركيبات ولوحات وتصميمات وأشكال تجريدية تعكس تأثر الفن المعاصر بالحضارة المصرية القديمة والعلاقة الممتدة بينهما، وتسعى لاكتشاف المعاني الاستثنائية في الأشياء المعتادة.
وتحول افتتاح النسخة الرابعة من معرض “الأبد هو الآن” إلى احتفال بالنجاح الذي استطاع المعرض أن يحققه على مدار السنوات السابقة، وتأكيد مكانته كأحد الفعاليات الثقافية والفنية العالمية، والتي أصبحت ضمن خريطة السياحة في مصر محليا وعالميا، وهو ما ظهر في الحضور العالمي هذا العام لأكثر من 200 شخصية عامة عالمية منهم المديرة الإبداعية لدار أزياء Missoni، والفنان الفرنسي كيفين دياز بطل مسلسل ،Emily In Paris والفنانة التركية نيسلهان أتاجول، والفنان التركي بورك دينيز، وعدد كبير من الإعلاميين الدوليين والفنانين ورجال الأعمال، فضلا عن جمهور السائحين والمصريين الذين حرصوا على زيارة المعرض والاستماع إلى أفكار الفنانين التي يعرضونها بجانب أهرامات الجيزة.
وقالت نادين عبد الغفار، مؤسسة أرت دي إيجيبيت في كلمتها: “لا تزال الأهرامات تأسر خيال العالم منذ أكثر من 4500، وشرف عظيم أن يقام معرض “الأبد هو الآن” للمرة الرابعة في حضرة أحد أعظم عجائب التاريخ وأن تكون أهرامات الجيزة العريقة ملتقي لعرض الفنون المعاصرة”، مؤكدة أن الفعاليات الفنية المختلفة مثل “الأبد هو الآن” لها دور كبير في الترويج السياحي لمصر واجتذاب نوعية مختلفة وهامة من السائحين كل منهم يمكن أن يكون سفيرا لمصر في الخارج، خاصة وأن المعرض بالفعل أصبح على أجندة السياحة السنوية لكثير من الشخصيات الهامة عالميا”.
وأضافت “عبد الغفار” أن الفن يتطلب شجاعة النظر إلى ما هو أبعد من الأمور الواضحة، والاحتفاء بكل ما هو غير تقليدي؛ لذلك فالنسخة الرابعة من معرض “الأبد هو الآن” تركز على الاكتشاف وتدعو الفنانين والزوار إلى اكتشاف الجمال والمعاني غير التقليدية في الأشياء
وأشارت “عبد الغفار” إلى مشاركة 12 فنانًا في معرض هذا العام من المملكة المتحدة وإيطاليا وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا وبلجيكا ولبنان وفرنسا ومصر والهند واليونان وإسبانيا وكندا، مؤكدة أن كل فنان من المشاركين يمثل صوتا فريدا تعكس رؤيته الفنية- التي تندمج مع الطبيعة- الأهمية الثقافية والتاريخية لمنطقة الأهرامات وما تمثله من تراث للبشرية كلها.
من جانبه، رحب الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بالحضور في واحدة من أشهر وأهم الآثار في مصر تحديدا في منطقة الأهرامات.
وأكد “إسماعيل” في كلمته على أهمية دور المجلس الأعلى للآثار وكونه مؤسسة علمية ومركز ثقافي يعمل على عرض الحضارة المصرية العظيمة وفنها القديم والمعاصر وأيضا استمرارية هذه الحضارة.
وقال دكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق إنه منبهر بوجود 12 فنانا من دول العالم المختلفة جاءوا ليعرضوا أعمالهم في ظلال الأهرامات، وأعتقد أن ذلك سيكون أهم حدث في حياة هؤلاء الفنانين.
وأشار وزير الآثار الأسبق إلى ثلاثة أسرار تتعلق بالأهرامات وأولها أنهم اكتشفوا على بعد كم واحد جنوب الأهرامات مقابر العمال المصريين الذين بنوا هذه الأهرامات العظيمة وكانت مجهزة بكل ما يلزمهم في الحياة الآخرة مثل مقابل الملوك والملكات المصريين، وهو ما يؤكد على حقيقة أن بناة الأهرامات كانوا من المصريين، أما السر الثاني فهو أن روبوت ألماني وجد بابين سريين داخل الهرم والآن يوجد فريق من إنجلترا يحاول اكتشاف المزيد من أسرار الهرم، واذا ما اكتشفنا شيئا جديدا فسنعرضه للعالم لكي يري الغرف السرية في هرم خوفو للمرة الأولي.
وأضاف “حواس” أن السر الثالث يتعلق بتمثال أبي الهول والذي قضينا حياتنا نحاول كشف أسراره، وقد تمكن وصديقه مارك لينر من اكتشاف أربعة أنفاق سرية خلف أبو الهول، وعند الحفر تحتها لم نجد سوى الحجارة وهو ما يثبت أن المصريين القدماء هم بناة الأهرامات وليس الكائنات الفضائية كما يقال.
وقالت نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة إن المنهج الذي تعمل به أرت دي إيجيبت ومعرض الأبد هو الآن يتفق مع بنود اتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي والفني، والمعروفة باسم “اتفاقية التنوع الثقافي”، ويعد إقامة معرض فني في قلب منطقة الأهرامات المهيبة، أحد أكثر مواقع التراث العالمية شهرة، تأكيدا على القدرة العالمية للفن على تجاوز الحدود والثقافات والوقت، كما ترمز إلى القوة الدائمة للإبداع.
وأضافت “سانز” أن العمل الفني ليس مجرد انعكاس لرؤية الفنان، بل هو حوار مع الماضي القديم وجسر لمستقبلنا، ونحن معًا نكرم الإرث الخالد للأهرامات مع الاحتفاء بشجاعة الفنانين المشاركين في هذا المعرض.
وأكدت على دعم اليونسكو وأرت دي ديجيبت هذا العام لمعرض الفنانات السودانيات وضمان بقاء الفن مساحة شاملة للجميع حتى أثناء النزاعات وحالات الطوارئ، كما تستكشف مبادراتنا الأخيرة في إطار اتفاقية التنوع الثقافي التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والفنون والثقافة، بهدف تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإبداع والتعبير الثقافي.
وتحدث الفنان المصري العالمي خالد زكي عن قطعته الفنية ” السباق”، والتي يعيد من خلالها إحياء مشهد العربات المصرية القديمة.
وأضاف “زكي” أن هذا العمل ينبع من استكشافه المستمر للعلاقات بين السرد التاريخي والخطاب المجتمعي حيث يعبر من خلاله عن اعتقاده بإمكانية رؤية الحاضر، وأنه يستلهم العديد من أعماله من الحضارة المصرية القديمة وسعيد للغاية لعرض قطعته الفنية في سفح الأهرامات، ويضع مصر على الخريطة الفنية العالمية ويُسلط الضوء على أهمية الفن وعلاقته بالتاريخ.
وعبرت الفنانة اليونانية ناسيا إنجليسيس، عن سعادتها لتواجدها في مصر لعرض قطعتها الفنية التي تمثل كيفية التعامل في كل الظروف وتحت أي ضغط، فمهما كان ما يحدث حولك تستطيع تنفيذ ما تريد. وقد أخذ منها تنفيذ العمل هنا على الأرض حوالي عشرة أيام.
فيما قالت الفنانة الإيطالية فيديريكا دي كارلو أنها تستوحي أعمالها دائمًا من الثقافة المصرية القديمة وأساطير الآلهة، وأضافت أن قطعتها الفنية تُسمى “أنا أرى أنا أرى”، وهي تُمثل عدسات وكل واحدة ترى منها الأهرامات مقلوبة وهي مستوحاة من الإله رع فكل دمعة منه كانت تُمثل شخصًا، لذلك هذه العدسات تمثل الأشخاص.
وقال الفنان الإسباني خافيير ماسكارو، إنه تحمس للغاية للمشاركة في الأبد هو الآن، وأضاف أن الحضارات دائمًا تؤثر في البشر وكلنا نرجع للماضي، وهو يستوحي أعماله بشكل عام من الحضارات القديمة والحضارة المصرية هي الأقدم والكل استقى وتعلم منها، ولكنه لا يوجد لديه الكثير من الأعمال من الحضارة المصرية، ولكن لديه من التراث النوبي.
أما عن قطعته الفنية في المعرض “الخروج” فقال إنها مستوحاة من فكرة الخلود في مصر القديمة. فالوقت لدى المصريين القدماء كان من أهم عوامل حضارتهم، والقطعة عبارة عن 26 مركب قام بتركيبها بنفسه باختلاف مقاساتهم واستغرق عدة سنوات في صنعها.
وتحدثت الفنانة اللبنانية ماري خوري، عن الحُب في قطعتها الفنية، فلقد أنجزتها منذ عشر سنين وتم عرضها في متاحف في الخارج، ولكن فكرة عرضها في الأهرامات وفي بلد عربي كان الأكثر حماسًا لها، لأنهم في الخارج لم يفهموا أن القطعة مكونة من حروف وهي “ب، ح، ب” والتي تعني “بحب”. فهي تعبر عن الهدوء، تريد من الجميع أن يجلسوا ويتحدثوا ويسمعون أصوات أفكارهم وتفكر ماذا ستترك للأجيال الجديدة. واختارت أن تكون بيضاء حتى تعبر عن السلام والحُب الذي هو مظلوم في مجتمعاتنا في الوقت الحالي.
بينما تحدث الفنان حسن رجب، عن التنظيم في المعرض وما تفعله آرت دي إيجيبت من وضع مصر على الخريطة العالمية حيث توجه الضوء على الأعمال الفنية وتجذب التفاعل من كافة أنحاء العالم وهو شيء رائع، وأضاف قائلًا عن الفيديو الذي عُرض له في افتتاح حي القاهرة للفنون وفي الافتتاح بالأهرامات، أنه مهتم بتعريف فكرة الهوية وهذا أمر مرتبط بالحاضر أكثر من كونه بالماضي، فنحن نرتبط بالماضي بصورة مادية وليست روحية وإنسانية وقد استلهم هذه الفكرة من فيلم “المومياء” لشادي عبدالسلام.
وتابع عن استخدامه للذكاء الاصطناعي خلال الفيلم أن أي تكنولوجيا جديدة يكون هناك اختلاف حولها ولكن لابد أن نسأل أنفسنا أولًا عن وضع الفنون؛ فالذكاء الاصطناعي أداة قوية للغاية ومتطورة ومعقدة نستطيع استخدامها وهي تسمح للمبدع بكسر القيود، كما حرر التصوير الرسم من قبل وهكذا.
بينما قال الفنان اللبناني البلجيكي جان بوغسيان، أن عمله الفني اسمه “أمواج الصحراء” يحكي فيه عن الفن والثقافة بعيدًا عن الشجارات السياسية والعنف والحروب. فالهواء الذي نتنفسه جميعًا واحد ولابد من التوقف عن القتل والاقتراب من بعضنا البعض.
وأضاف أنها أول مرة يشارك في معرض “الأبد هو الآن” لذلك هو سعيد للغاية بما تفعله آرت دي إيجيبت فمصر هي أم العرب والعالم كله ومن الطبيعي أن يتجمع الكل في أرضها.
وتحدث الفنان البريطاني كريس ليفين عن قطعته الفنية قائلًا إنها مستوحاة من الهرم الأكبر وفكرة الأرقام والتكوين الداخلي له ومكانه على الأرض فهو قريب من رقم سرعة الضوء كما أنه له معنى في علم الفلك ومرتبط بمركز الكرة الأرضية. وأضاف أنه عمل على نفس المقاسات ولكن بصورة أصغر، فالعمل يبين كيف كانت الحضارة المصرية القديمة ذكية للغاية ولديها تطور لا يتخيله أحد.
وخلال حفل الافتتاح قدمت أرت دي إيجيبت ثلاث مشاريع فنية موازية لمعرض “الأبد هو الآن” وهي
عمل فيليب كولبير وحفرياته المتخيلة في هضبة أهرامات الجيزة، والتي يستكشف بها أنماط الثقافة الرقمية وعلاقتها بالحوار التاريخي الفني، من خلال شخصية “جراد البحر”.
كما عرض مقطع فيديو مدته دقيقتان، وتم إنتاجه بالذكاء الاصطناعي بدعم من شركة “ميتا” بعنوان Identity Oblivious “الهوية الغافلة” للفنان المصري الأمريكي حسن رجب، والذي ناقش فيه التشابك الجميل لما يشكل “الهوية المصرية” وكيف يمكن التفكير فيها خاصة وأنها معقدة ومتغيرة باستمرار وتشبه حل مكعب روبيك الذي يعاد تكوينه مع كل حركة.
وحمل المشروع الثالث “Evanesce” للفنانة السعودية دانيا الصالح، وهو مقطع فيديو قصير مدته 10 دقائق تم إنتاجه أيضا بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي، تعيدنا به إلى العصر الذهبي للسينما المصرية في الفترة من (1940-1960)، لاستكشاف كيف أثرت هذه الأفلام على المجتمعات العربية.
وكانت “أرت دي إيجيبت، كلتشرفيتور” قد افتتحت معرض “حي القاهرة الدولي للفنون”- على هامش فعاليات معرض “الأبد هو الآن” في الفترة من ١٠ إلى ٣٠ أكتوبر الجاري وذلك في ثلاثة مواقع رئيسية وهي سينما راديو، والمصنع، وآكسس آرت سبيس، والذي يضم لأول مرة مبادرة “دائرة المصممين” وتهدف إلى جمع الفنانين والمعماريين والمصممين تحت مظلة واحدة لإنشاء منصة تمكنهم من إنشاء مساحات مُنسقة وجذابة بصرياً تتكامل فيها أعمالهم وتعمل بتناغم، كما يستضيف “حي القاهرة الدولي للفنون” معرضا خاصا بأعمال الفنانات السودانيات وذلك بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
يذكر أن مؤسسة “أرت دي ايجيبت”، نظمت ستة معارض ناجحة عرضت أعمال أكثر من ٥٠ فناناً مصرياً وهي: “الضوء الخالد” في المتحف المصري (٢٠١٧)؛ “لا شيء يتلاشى، كل شيء يتحول” في قصر المنيل (٢٠١٨)؛ و”سرديات معاد تخيلها” في أربعة مواقع بشارع المعز في القاهرة التاريخية، وهي موقع تراث عالمي تابع لليونسكو (٢٠١٩)، بالإضافة إلى ثلاث نسخ دولية من “الأبد هو الآن” في هضبة أهرامات الجيزة، أحد أشهر المعالم الأثرية في العالم، وأقدم وآخر ما تبقى من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، والذي بقي حتى اليوم ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. (٢٠٢١،٢٠٢٢،٢٠٢٣).