أخبار

القوة الفانية

    

سامح بسيوني 

 

في رحلة هذه الحياة، يقف الإنسان متأملا ومتدبرا، لمعناها الحقيقي، فيتأمل قوم عاد وكيف كانت قوتهم وبطشهم؟ ثم جاء من بعدهم قوم ثمود بقوتهم الفارهة ينحتون من الجبال بيوتا، ثم تتابعت عليهم السنون، فغارت قوتهم، واجدبت عيونهم، واصبحوا أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية؟

 

فجاء فرعون بقوته وبطغيانه، يدعى بأنه هو الإله الاعلى، فاعرقه الله هو وجنوده، وبقى الجسد آية لكل معتبر.

 

  فسرحت بخيالي إلى هناك، إلى معابد ذات قوة وبنيان، فهي شاهدة على قوتهم وبطشهم وطغيانهم في البلاد، فأملهم الله ثم أخذهم بذنوبهم ليكونوا عبرة لمن أعتبر، والكل على ذلك شاهد ومستطر.

 

  فيالها من خيبة أمل، لكل ظالم لم يفهم طبيعة تلك الحياة، فالدنيا كلمة مجردة هكذا من اي وصف أو إضافة مخيفة من وجه ومثيرة من وجوه اخري.

 

فهي فلك مشحون، ركابها بين مؤمن وكافر مغرور وظالم، فينجو منها من تسلح بالإيمان، ولم يكن كابن نوح عندما ظن بأن الجيل بعصمه من الماء، فكانت عاقبة الغرف والهلاك

 

 

 

 

 

هكذا حال الدنيا مع الإنسان تقذفه

 في يم خضم واسع الرحاب، فيتعربد فيها فيظلم هذا ويتكبر على ذاك، وتظل تجرفه بتيارها العنيف الجارف الذي لا شفقة فيها ولا حنان، فيزداد تيها فيها، ولم يتعظ بمن كانوا قبله من شدة وقوة حتى هاجمهم الموت بأظافره فكانوا عبرة لغيرهم، واصبحوا كباحث عن ماء في صحراء فقلما اقترب منه رآه سراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!