أحمد مصطفى
ليلى
أنا على خيلي
وأنتِ في مخيّلتي
رمال الصحراء شاهدة
والقمر والنجوم
على عشقٍ لآخر رمق
على عشق فاق الجنون
ليلى
كيف يصبح المرء فارسًا مغوارا؟
كثرة القتال والمبارزة؟
حسنًا، كم من مرة بارزتني عينيك
وخضعت أمامهما
وكم من مرة تتبعت خطواتك
علمت ثغراتك
وعند حين ملاقاتك
وجدتُ نفسي أضع السيف على عنقي
بربّك لماذا السيف بيننا
لماذا لا تكون القبلة على عنقي؟
لندع القتال لمن أراد
وإني لألقي عليك السلام
يا من تعلم الحمام منها السلام
وإني لألقي عليك السلام
يا من تعلمت من الإناث
كيف تفقد الرجال أحجار أساسها
أودّ لو أغازلك في كل ثانية مرة
وأصنع من الفلك ما أصنع
وأبلغ من العلم ما أبلغ
بكل مرة أغازلك فيها
لعمرك إني فقير
وقد وجدت بك الغنى
وإني أودّع خيلي
لامرأة نهبت ليلي
وإني لأترك نفْسي
لامرأة وددت لو أبادلها نفَسي
وإني لأعلن غياب عقلي
لو علمت وجودك في منطقة
حتى لو لم أطئها
قيّديني بسبل الوداع
وودعيني بعناق امتناع
قولي أحبك أحبك لا للفراق
قولي أحبك وفي حبك احتراق
قولي وقولي ودعيني أسرح في الآفاق
دعيني أعلم مدى الخيال عندي
إن ضممت جفوني
هل أجدك حينها تقبّلين عيوني؟
إن ضممت جفوني
هل أجدك مضمومة بين ذراعيّ؟
وتقولين: أعشقك حتى النفي؟
ولكن لا تعشقيني
فحينها قد أموت
بالتأكيد سوف تكونين عند ضريحي
لا تعشقيني
فأنا أهذي بمجرد رؤياك
فكيف وإن تعمقت في خباياك
آه من خباياك
وآه من ذنوب قلبي
التي سوف تطهرها كلماتك
إني لأشعر بصوتك المرهف
وهو يغرس تردداته
كنسائم الياسمين
في جسدي
لا تصمتي
تكلمي حتى تنتهي الحروف
حتى تعجز اللغة
عن إيجاد كلمات جديدة لك
تكلمي حتى أموت
تكلمي، فإن بداخلي حزن مكبوت
تكلمي، دعي الصمت يموت
ودعينا نتبادل الأحاديث
نتبادل الكلمات والقبلات واللمسات
نودّع ما مضى
ونستقبل أيامًا لا نفترق فيها
حتى نصبح في ذات الرفات